صدى الشعب – منحت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” مدير مركز الفلك الدولي المهندس الأردني محمد شوكت عودة، شهادة المشاركة بتجربة تغيير مسار كويكب ومنع اصطدامه في الأرض في مهمة هي الأولى تاريخيا وذلك بإرسال مسبار لصدم الكويكب وتغيير مساره بعيدا عن الأرض.
وقال عودة، اليوم الاثنين، إن هذه الشهادة منحته إياها “ناسا”، استعدادا لمهمتها بعد يومين لاصطدام مسبارها بأحد الكويكبات الثنائية، لدراسة كيفية حماية الأرض من اصطدام كويكب بها، وذلك من خلال إرسال مسبار يغير مسار الكويكب، في مهمة تحمل اسم: “دارت”، وهي تجربة تحدث لأول مرة في التاريخ بتغيير مسار كويكب.
وأضاف أن المرصد سيشارك في تحليل نتائج الاصطدام، حيث سيجري العلماء فجر يوم غد الثلاثاء تجربة لتغيير مسار أحد الكويكبات، لدراسة مدى فعالية تغيير مسار كويكب سيصطدم في الأرض ويشكل خطرا عليها.
وبين أن “ناسا” أطلقت مسبارها الفضائي المسمى “دارت” اختصارا لجملة “تجربة إعادة توجيه كويكب ثنائي”، حيث أطلق المسبار على متن صاروخ فضائي يوم 24 تشرين الثاني من العام الماضي، متوجها إلى كويكب يسمى “دايمورفوس”، وهو كويكب صغير يبلغ قطره 160 مترا يدور حول كويكب أكبر منه قطره 780 مترا اسمه “ديديموس” والتي تعني “التوأم” باللغة اليونانية.
وأشار عودة إلى أن التجربة تهدف إلى تغيير مدار الكويكب الصغير من خلال اصطدام المسبار به، حيث يدور الكويكب الصغير حول الكويكب الكبير مرة واحد كل 11 ساعة و55 دقيقة.
واوضح ان “ناسا” تأمل أن يؤدي الاصطدام إلى تغيير مدار الكويكب الصغير ليتجه إلى الداخل ويصبح مدارة أصغر وأسرع وبالتالي تقل مدة دورانه بثواني أو دقائق يسيرة.
وأضاف أن هذا الكويكب لا يشكل أي خطر على الأرض، إنما تم اختياره لاعتبارات فلكية منها أنه سهل الرصد من قبل التلسكوبات الأرضية بعد الاصطدام، ويمكن رصده من قبل شبكة كبيرة من المراصد الأرضية لتحديد نجاح التجربة من عدمها، وفي حالة نجاح هذه التجربة، تصبح هذه التقنية أحد الحلول لمواجهة كويكب خطير متجه نحو الأرض.
ونوه أن المسبار استغرق فترة زمنية مقدارها 10 أشهر ليصل إلى الكويكب، وسيحدث الاصطدام فجر يوم غد في الساعة 01:13 صباحا بتوقيت الأردن، وستكون سرعة المسبار لحظة الاصطدام 22 ألف كيلومتر في الساعة، وحينها سيكون الكويكب على بعد 11 مليون كيلومتر من الأرض.
وتابع أن قطر الكويكب الصغير يبلغ 100 ضعف قطر المسبار، ومن المتوقع أن تتغير سرعة الكويكب بمقدار 01 بالمئة فقط، ويلمع الكويكب الآن بالقدر 14.5، ولا يمكن الجزم بما ستتم رؤيته من الأرض وقت الاصطدام، وتتراوح التقديرات من ملاحظة تغيرا كبيرا على لمعان الكويكب وقت الاصطدام إلى أنه لن تتم ملاحظة أي شيء.
وأكد مدير مركز الفلك الدولي، أن العلماء سيحتاجون إلى عدة أيام أو أسابيع بعد الاصطدام لرصد ودراسة حركة الكويكب الصغير الجديدة لمعرفة نجاح التجربة من عدمها.
وأضاف أن مركز الفلك الدولي تواصل مع المشرف على هذه المهمة، ليكون مرصد الختم الفلكي أحد المراصد العالمية التي تشارك في التحليل الفوتومتري للكويكب بعد الاصطدام لتقييم مدى نجاح التجربة، وتم قبول مشاركة المرصد كأحد المراصد المشاركة من دولة الإمارات.
ولفت الى أن المرصد سيقوم برصد الكويكب لحظة الاصطدام إضافة إلى إجراء الأرصاد الفوتومترية بعد ذلك ومشاركتها مع المشرفين على المهمة، ويمكن متابعة الاصطدام على الهواء مباشرة عبر تلفزيون “ناسا”.