صدى الشعب – عبدالرحمن البلاونه
يُعد جامع العرب والذي يقع في قلب مدينة الزرقاء من أكبر وأشهر مساجد المدينة، وثاني مسجد بناه أبناء القبائل المقيمين بالزرقاء عام 1920 من القرن الماضي، وأطلقوا عليه هذا الاسم ليكون لجميع العرب من شتى المنابت والأصول.
ومر المسجد بثلاث مراحل من التوسعة، كانت أولها في عام 1960 وفي سبعينيات القرن الماضي، وتم هدمه في العام 2016 وإعادة بنائه، بحلته الجديدة ويحاكي بتصميمه الفريد فن العمارة الإسلامية، من حيث الزخارف، والخطوط الجميلة والأقواس وألوان الحجر المختلفة، من اللون الأبيض والأسود والبني، التي تمتاز بجمالها ودقتها، وتعطي للمكان منظراً خلاباً، وأعيد افتتاحه عام 2018 م برعاية ملكية سامية، وبتكلفة بلغت ثلاثة ملايين دينار، تم جمعها من قبل لجنه اعمار المسجد والمحسنين.
ويتميز جامع العرب ببنائه الجميل، ومأذنته الشاهقة، التي صممت على شكل برج ساعة، يبلغ ارتفاعها 60 متراً، وتحمل شاشتين عملاقتين، بمساحة 30م2 لكل منهما، يمكن مشاهدتها من أحياء المدينة المحيطة به، كما يتميز هذا المسجد ببواباته الكبيرة، ونوافذه المعدنية المعزولة ذات الأقواس التي تحاكي فنون العمارة الإسلامية، وتفتح كهربائياً باتجاه الأعلى وعددها 27 نافذة.
وتبلغ مساحة أرض المسجد 679 م2، كما تبلغ مساحة البناء 4500م2، ويتكون من أربعة طوابق، ويتسع لنحو 4500 مصلٍ، ويقع المصلى الرئيسي في الطابق الأرضي، كما يضم المسجد، مصلى للنساء، ومصلى للصم والبكم، مزود بالشاشات، ويتوفر فيه خدمة لغة الإشارة لخطبة الجمعة، كذلك يوجد فيه مصلى صيفي مفتوح ومهوى من الجهات الأربع، كما ويضم الجامع دارًا للقرآن الكريم، ومركزاً ثقافياً متكاملاً للذكور وآخر للإناث، وغرفاً صفية، ويتم فيها تدريس الطلاب على مدار العام، بالإضافة إلى مكتبة كبيرة، وقسماً خاصاً للحاسوب.
ويوجد في المسجد مركزاً طبياً، يتكون من عيادات للطب العام، والأسنان، والنسائية والأطفال، والطوارئ برسوم رمزية، ومرافق صحية تناسب الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومركزاً للصم والبكم، وبذلك أصبح المسسجد للعبادة وكذلك مركزاً تنموياً للمجتمع المحلي، يقدم الخدمات التعليمية، والاجتماعية، والصحية، والثقافية المتنوعة لسكان المدينة، ويضم عدداً من اللجان الثقافية والاجتماعية والإعلامية التي تقدم خدماتها للمجتمع المحلي.
وتعتمد جميع مرافق هذا المسجد على الطاقة الشمسية بشكل كامل، كما تحيط به الأشجار التي تُقدر بحوالي 130 شجرة، وتم تجهيز قطعة أرض وقفية، لتكون حديقة تابعة للمسجد ومتنفساً لأهالي المنطقة.