صدى الشعب – يحتشد فلسطينيون، اليوم، في المسجد الأقصى المبارك لحمايته والدفاع عنه ضد عدوان الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكات المستوطنين المتطرفين الذين ينظمون لاقتحامات جماعية واسعة تلبية لدعوات الجماعات اليهودية المتطرفة، وذلك بالتزامن مع تسيير المسيرات والتظاهرات الشعبية الفلسطينية لنصرة الأسرى في معركتهم بسجون الاحتلال.
ويتقاطر الفلسطينيون من أنحاء الوطن المُحتل للاحتشاد بالأقصى والتصدي لانتهاكات المستوطنين، وسط انتشار كثيف لعناصر قوات الاحتلال بمحيط المسجد وأحياء القدس المحتلة، بهدف قمع الغضب الفلسطيني.
وتواصلت دعوات القوى والفصائل الفلسطينية للحشد وشد الرحال إلى الأقصى وأداء صلاة الفجر وصلاة جمعة رباطنا درع ، وتعزيز التواجد في المسجد والمشاركة الفاعلة في ما سمتها حملة الفجر العظيم ، اليوم، للدفاع عنه ومواجهة مخططات تهويده.
وأطلقت الجماعات اليهودية المتطرفة، لاسيما ما يسمى اتحاد منظمات الهيكل ، المزعوم، دعوات للمستوطنين لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، اليوم، لإحياء الأعياد اليهودية المزعومة.
وحسب الدعوات المتطرفة، سيكون التجمع في ساحة حائط البراق ومن ثم الانطلاق في جولة لاقتحام بوابات الأقصى.
جاء ذلك في ظل اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، باحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة ، وأداء الطقوس التلمودية المزعومة وتنفيذ الجولات الاستفزازية في باحاته، بحماية أمنية مشددة من قوات الاحتلال، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة.
وندد الفلسطينيون بانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه لحرمة الأقصى، وبما نشرته مستوطنات صهيونيات على حسابهن في انستغرام ، أمس، من صور أثناء اقتحامهن الأقصى، في انتهاك واضح لحرمة المقدسات الإسلامية، ما أثار غضب الفلسطينيين، الذين طالبوا بالحشد المستمر في المسجد للتصدي لاقتحامات المستوطنين.
ودعا الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس، محمد حمادة، الفلسطينيين إلى التكاتف وتوحيد الجهود وتكثيف الاحتشاد في باحات الأقصى للدفاع عنه ومنع محاولات اقتحامه، ومواجهة ومنع تكرار الانتهاكات الصارخة لحرمة المسجد وقدسيته.
في حين أدانت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في غزة، قيام مستوطِنات متطرفات بنشر صور مُخلة لهن من داخل الحرم القدسي، في سابقة خطيرة تعرض لها المسجد الأقصى.
وأكدت اللجنة أن الانتهاك الدنيء يأتي في إطار خطوات إسرائيلية لتهويد المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً وامتداد للاقتحامات المتكررة للمستوطنين ضمن مساس بمشاعر وكرامة أكثر من مليار ونصف المليار عربي ومسلم.
وطالبت اللجنة أبناء الشعب الفلسطيني بالاحتشاد في باحات الأقصى لحمايته والدفاع عنه، داعية الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم والمؤسسات الدولية للوقوف أمام إجراءات العدو واستفزازاته التي ستؤدي في نهاية المطاف لتفجير الأوضاع في المنطقة.
وفي الأثناء؛ واصلت قوات الاحتلال انتهاكاتها ضد الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، أسوة بماحدث في جنين، أمس، والتي أصيب فيها جندي إسرائيلي، كما أعلن جيش الاحتلال ونشرته المواقع الإسرائيلية.
وقد شهدت بلدة برقين في محافظة جنين مواجهات واشتباكات مسلحة عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمتها، مما أدى إلى إصابة جندي إسرائيلي بالرصاص الحي وجرى نقله للمستشفى دون توضيح طبيعة إصابته.
كما وقعت اشتباكات مسلحة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال قرب مخيم بلاطة شرق نابلس، بالضفة الغربية، مما أدى لوقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوف الفلسطينيين.
يأتي ذلك في ظل تسيير التظاهرات والمسيرات الشعبية الفلسطينية الحاشدة في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة لنصرة الأسرى في معركتهم ضد تصعيد إدارة السجون.
ودعت لجنة الطوارئ العليا للأسرى، أبناء الشعب الفلسطيني لتكثيف الفعاليات المناصرة لهم، اليوم، عبر تخصيص خطب الجمعة للحديث عن الأسرى، والخروج إلى نقاط التماس مع الاحتلال في كافة محافظات الوطن المُحتل.
وقد شرع الأسرى في سجون الاحتلال منذ يوم الإثنين الماضي بخطوات تصعيدية ضد سياسة الاحتلال العدوانية وعقوباته الجماعية بحقهم، فيما بدأوا أمس بالاعتصام في ساحات السجون، كجزء من خطوات التمرد والعصيان على قوانين إدارة السجون ضمن الخطوات التصعيدية المعلنة مؤخراً، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
ووفق نادي الأسير ، فإن الأسرى أقروا يومي الاثنين والأربعاء، أيام مركزية لتنفيذ الخطوات التصعيدية التمهيدية، على أن تنتهي مطلع الشهر المقبل بإضراب مفتوح عن الطعام تُشارك فيه كافة الفصائل الفلسطينية في سجون الاحتلال، إلا أن خطوة الإضراب ستكون مرهونة بموقف إدارة السجون، عند استمرار قرارها بفرض جملة إجراءات التضييق على الأسرى.
ويبلغ العدد الإجمالي للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال نحو أربعة آلاف و550 أسيراً، حتى نهاية تموز (يوليو) 2022، من بينهم 27 أسيرة، و180 طفلاً، ونحو 670 معتقلاً إدارياً، وفق مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، تصعيد العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه، واستباحته المتواصلة لمقومات الوجود الوطني والإنساني الفلسطيني، في مشهد استيطاني عنصري دموي يطال جميع مناحي حياة الفلسطينيين.
وقالت الخارجية الفلسطينية، إن سلطات الاحتلال تواصل تنفيذ سياسة الضم للضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ضاربةً بعرض الحائط أية أحاديث أو مواقف بشأن عملية السلام واستعادة الأفق السياسي لحل الصراع.
وقالت إن سلطات الاحتلال تتجاهل قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة ، معتبرة أن تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته أعطى سلطات الاحتلال المجال للإفلات من أية عقوبات وتمتعها بالوقت اللازم لاستكمال الاستفراد بالأرض الفلسطينية وأصحابها الأصليين ، بحسبها.ش