استقلال المئوية الثانية

بحماية الاستقلال، وعظمة إرادة الوطن بشعبه وقيادته اللذين كرسا الاستقلال أكتب، بإجلال لكل الشهداء الذين بذلوا دماءهم دفاعا عن أرض الوطن ومقدساته، وخاصة قدسه العظيم أكتب، للوعي الوطني العالي، للآباء والأمهات المؤسسين الذين وقفوا على خطر المشروع الصهيوني على عمان كما هو على القدس أكتب، لهؤلاء المؤسسين الذين تركوا عن قدرة كل مصالح شخصية وحكومات محلية، وانضووا تحت لواء دولة مدنية، ودستور من أعظم الدساتير المعاصرة أكتب، لكل الذين يتطلعون بأمل وشغف وحب واحترام لهذا الشعب الأردني الأصيل أكتب، لهذا الشعب العربي الأصيل الذي إن نادت القدس، يهرع شبابه إلى الحدود بصدور عارية نصرة للقدس والمقدسيات أكتب، لهذا الشعب الذي كرس هويته عبر مائة عام بقبول التنوع في مكونات الشعب وتكريس الثوابت الحضارية لهويته، باعتبارها هوية وطنية عربية متنوعة قائمة على التنوع وقبول الآخر، وإن اختلف في دينه أو عرقه أو لغته أو نهجه السياسي أكتب.
لدستور عظيم، فيه الشعب مصدر السلطات، يقوم على تكريس كامل الحريات الحضارية للمواطن أكتب، لملك طرح على الشعب أفضل مشروع مدني حضاري نحو دولة ديمقراطية مدنية معاصرة أكتب، لشباب أردني يتفوق على نفسه وإمكانياته وظروفه، ويصنع مستقبلا لذاته ولوطنه أكتب.
لحكومات خذلت رؤية الملك والوطن محاسبا معاتبا أكتب، لأحزاب – رغم الاعتراف بالإعاقات الرسمية لها – فشلت في وضع برامج وطنية، تخدم أول ما تخدم المواطن ومصالحه اليومية أكتب.
لثورة في التعليم تبدأ غدا، تضمن فرصا متكافئة في التعليم لجميع الأردنيين أكتب، لشبكة مواصلات تصل شمال الأردن بجنوبه تعميما لفرص العمل واندماج الناس وردم الفوارق الثقافية والاقتصادية والاجتماعية أكتب، لتأمين صحي يحترم صحة الناس وكرامتها لجميع الأردنيين أكتب، للضرب بيد من القانون الناجع الواضح على يد كل متهرب من ضريبة وسارق لماء أو كهرباء أكتب، لإجراءات تقاض عادلة عاجلة مجانية أكتب، لرفض ربط انتهاك القانون والتجاوز عليه في مكون شعبي بعينه أكتب، لكسر جميع أنواع الاحتكارات فورا، وترسيخ اقتصاد حر موجه يطلق المبادرات الفردية، ويهيئ للشباب فرصا للعمل أكتب.
لترسيخ ثقافة سيادة القانون، وقبول الناس ومنع خطاب الكراهية والتنابز والتنمر أكتب، للحديث والتصارح بمخاوف الناس حول الهوية وحول المواطنة، وحسم الأمر سندا للدستور الذي يعين المواطنة بموجب قانون الجنسية، ويعلن دون مواربة أن الأردني هو من يحمل الجنسية الأردنية وغلق هذا الملف أكتب.
لنشر ثقافة قبول الآخر وسيادة القانون على النفس قبل الآخر أكتب، لمحاربة الفساد الإداري مع الفساد السياسي وفساد النخبة، ووضع محاكم عاجلة تبت في أي قضية فساد خلال ستة أشهر أكتب، لقبول حقيقة أن هذا المجتمع متنوعٌ، وأن لكل فرد منه الحق باختيار نهجه الثقافي أو الديني أو الحضاري دون تعد على الآخر وعلى القانون أكتب.
لتكريس الحريات: حرية الرأي والتعبير والصحافة وتشكيل الأحزاب وتأسيس الجمعيات أكتب، للاتفاق الناجز على رؤية وضرورة الإصلاح في نطاق مؤسسات الدولة أكتب، ولقيام كل سلطة من السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية بدورها دون تعد أو تنمر أي منها على الأخريات أكتب …
أعرف أن هذا يبدو خطابا نثريا قد يجده البعض ضمن نطاق الأحلام والانفصال عن الواقع، وأعرف حجم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي نمر بها، ولكن أعرف أننا جميعا نعلم أن هذا الوطن بني بأحلام وسواعد المؤمنين به، وبالحرية والاستقلال والتحرر، وقبول الآخر والريادة الاقتصادية، ونبذ التعدي على القانون، بناه حالمون آمنوا بالشعب الأردني وبالوطن الأردني المدني الحر العصري الديمقراطي، لكل هؤلاء ولأولادهم وبناتهم وأحفادهم نكتب ونقول بصوت الأمل والعمل والحزم استقلال مجيد ومستقبل حر مستقل يصنعه شباب هذا الوطن، قولوا آمين جنابكم.

Related Posts

Next Post

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

x  Powerful Protection for WordPress, from Shield Security
This Site Is Protected By
Shield Security