بعض العلاقات العاطفية والاجتماعية ومنها الزواج يشبه الى حد كبير « حكومات تصريف الأعمال « التي يسندون اليها مهمة «تمشية الامور» لحين تشكيل حكومة جديدة. وعادة ما يتم ذلك، في أعقاب انتهاء صلاحية حكومة. ما .
وقد تقصر مدة « التصريف» وقد تقصر. بعض المقبلين على الزواج ، يتعاملون مع مستقبلهم الاجتماعي تماما مثل «حكومات تصريف الاعمال».
فليس مهما أن يحب الشاب الفتاة التي ينوي الزواج بها او منها. وكذلك بالنسبة للفتاة التي تكون قد «ملّت» من الانتظار وتجد نفسها في وضع اجتماعي حرج، وتتعامل مع الزواج على طريقة « انتحار الحيتان « حين تهرب الى الشاطىء للخلاص من حياة البحر الصاخبة.
وأذكر أنني قبل زواجي سمعتُ من شخص « نصيحة « بعد ان قلت له أنني غير قادر على الزواج من فتاة دون حب. فرد عليّ :» تزوج أي واحدة وبعدين بتحب زي ما بدك».
كنتُ أشكّ في قواه العقلية وقتها. أو لعله كان في وضع «كحوليّ» جعله يخرج عليّ بتلك النصيحة، لكنني وبعد أن بلغتُ من الزواج عتيّا، أدركتُ أن ما جاء على لسان الرجل صار واقعا ولكن مع سواي بالتأكيد. (الجملة الأخيرة مهمة).
تسأل الشاب لماذا ستتزوج من (فلانة) وهي لا تناسبك ولا يوجد بينكما أي عامل مشترك. ولا عواطف ولم أسمعك يوما تتحدث عنها بلهفة أو شوق. فيكون الرد «بلا عواطف بلا همّ، هو زواج والسلام».
فتاة تسألها ذات السؤال، فتقول» كل الرجال مثل ، للدقة تقول متل ـ بالتاء ـ بعض. خلينا نتزوج ونخلف ولد والا بنت قبل ما يفوتنا القطار وباص «المؤسسة» وتكسي «رغدان».
وعندما يتزوج هؤلاء، لا يختلف الوضع. كل واحد يعيش عالمه ويخلّفون اولادا وتكون مهمة الام توفير الطعام والشراب ، وخدمة البيت . بينما يتكفل الرجل بتوصيل الاولاد الى المدرسة وتوفير الارز والسكر ومواد التنظيف من « المؤسسة الاستهلاكية « للاستفادة من فارق الاسعار.
هي مجرد « تصريف « أيام. تماما مثل بعض الحكومات في العالم العربي.
كله بصرّف على كله!!.