صدى الشعب – كتب د.أحمد زياد أبو غنيمة
لست بحاجة للتاكيد ان معارضتنا لبعض السياسات لا يمنعنا من التصريح وباعلى صوت، أننا مع الأردن قيادة وحكومة وشعبا في رفض تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب بخصوص تهجير أهالي غزة لوطننا الغالي الأردن.
استهداف الرئيس الأمريكي المتكرر للاردن ليس الأول ولن يكون الاخير، فمنذ ولايته الأولى تم استهدافنا في صفقة القرن، التي وجدت رفضا رسميا وشعبيا كبيرا أدى إلى تعطيلها، وتصريح ترامب أثناء الحملة الانتخابية حول ضرورة ” توسيع اسرائيل” كان يستهدفنا كذلك، وجاءت تصريحاته الأخيرة حول التهجير للاردن، لتؤكد أن الرئيس الأمريكي لا يزال يضع الاردن ضمن دائرة استهدافه.
تصريحات وزير خارجيتنا مساء اليوم ايمن الصفدي، التي نثني عليها ونؤيدها، والتي أكد فيها الموقف الرسمي والشعبي من تصريحات ترامب الاخيرة؛ بأن التهجير مرفوض وان حل القضية الفلسطينية بيد الشعب الفلسطيني وان الأردن للاردنيين وفلسطين للفلسطيينين.
دور الشعب الأردني في دعم الموقف الرسمي من الخطط التوسعية والاستعمارية الصهيو-امريكية، ينبغي تقويته وتعزيزه، وهذا يستدعي بالضرورة خطوات جادة من مراكز القرار تتمثل في المقترحات التالية التي أضعها بين يدي مراكز القرار:
- التفكير الجدّي بإلغاء او تجميد اتفاقية التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة الأمريكية.
- الدعوة لعقد مؤتمر وطني يتراسه ملك البلاد لتأكيد الثوابت الأردنية تجاه القضية الفلسطينية؛ كما تراه وتتفق عليه الدولة والنُخب والقوى السياسية الوازنة في الأردن.
- فتح قنوات حوار رسمية مع حركة حما.س الممثل الشرعي ” الحقيقي ” للشعب الفلسطيني، الذين أعلنوا موقفهم السياسي منذ سنوات طويلة من رفض استهداف الأردن بموضوع التهجير والتوطين والوطن البديل.
- إنهاء حالة ” الجفاء ” السياسي بين مراكز القرار والحركة الاسلامية في الاردن، وفتح حوار حقيقي وجاد معهم بخصوص دورهم المأمول في دعم الموقف الرسمي ضد استهداف الاردن، فهم مكون اصيل في المجتمع الأردني ولهم مواقف مشهودة بالوقوف إلى جانب الوطن في مفاصل تاريخية هامة، وهم كذلك يمثلون شريحة واسعة من الشعب الذي يدعم لاءات جلالة الملك الثلاثة بشأن القضية الفلسطينية.
- انفتاح الإعلام الرسمي على كافة مكونات الشعب الأردني بمختلف تياراته السياسية والفكرية، والاستماع لكافة وجهات النظر ، فالخطر يتهدد الجميع وطنيين واسلاميين وقوميين ويساريين ومستقلين.
- مصارحة الشعب الأردني العظيم الذي كان دوما السند والداعم للدولة في وجه أية تهديدات واجهها وطننا الحبيب، فالشعب الأردني هو الأقرب والأكثر حرصا على الوطن من كل عواصم دول القرار السياسي سواء كانوا في لندن او باريس او بروكسل.
اللهم احفظ بلدنا آمنا مطمئنا.