صدى الشعب – كتبت رنا حداد
بيوم عطلة رسمية وفرحة شعبية يحتفل الأردنيون اليوم بعيد الميلاد المجيد ، حيث يتوقف الزمن ليعيش الجميع الفرح هذا اليوم.
في هذا اليوم المبارك نتشارك لحظات البهجة والتآخي، وقد تحولت مدننا وشوارعنا وبيوتنا إلى لوحات فنية مضيئة بأنوار الأمل والمحبة.
تزينت المدن والشوارع والبيوت بشجرة الميلاد، أضواء وزينة وأمنيات، تعدت بهجة الأنظار بالألوان لتستقر في القلب مانحة الأمل، فتوقيت الميلاد في نهاية العام، هو رسالة في وقت يقترب من النهاية، بأن فرصة تحسين وتحسن الحياة، بداية جديدة وترتيب أولويات، وهي اشراقة ومنحة من السماء، فنعلق على الشجرة الأمنيات والأماني وكلنا أمل برب السماء.
جوهر الميلاد هو السلام وهذا ما نادت به الرسالة السماوية «…وعلى الأرض السلام» ،وليس اعظم من الأردن مثالا وانموذجا لأرض السلام والعيش المشترك والتآخي منذ تأسيسه.وفي هذا السياق، يأتي عيد الميلاد ليكون مثالاً حياً على هذه القيم. فيحتفل الاردن قاطبة بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ونرى أجواء من المحبة والوئام بين المسلمين والمسيحيين في البلاد في كل قرانا ومدننا.
بالميلاد نحتفل كمسيحيين بكل حرية في بيوتنا وكنائسنا ومدننا ، ويشاركنا اخوتنا المسلمون التهاني والدعوات الطيبة وايضا الحلوى ، فيكون العيد.
في الميلاد وبالارض المجاورة لمهد الميلاد، تتجه قلوب الاردنيون وانظارهم الى مهد ميلاد المسيح ، بيت لحم في فلسطين، الارض العربية للمسلمين والمسيحيين، والدعاء ان تكون اقرب واكثر سلاما ، ولنا في معجزة الميلاد عبرة بأنه رغم المآسي والفقر والاستبداد والالام ، هناك ميلاد .
عيدالميلاد هو روح المحبة بين البشر ، وامتنا الأردنية عظيمة بمحبتها ووحدتها الوطنية العريقة ، ولطالما ضمدت الجراح وغاثت الملهوف وضمت الحزين ، وليس اعظم من هذا تجلي لقيم الميلاد القائمة على المحبة والتشارك والتسامح.
«المجد لله في الاعالي
وعلى الارض السلام
وبالناس المسرة»
هذه هي الرسالة السامية لكل الاديان ولكل الانبياء ، لله في سمائه المجد، والسلام على ارضه والفرح والسرور لخلقه اجمعين .
كل ميلاد والاردن بقيادته وشعبه مثالاً في العالم على قدرة الشعوب على العيش المشترك والمثال الحي والروح الحقيقية للسلام . ميلاد مجيد لكل المسيحيين بل ولكل انسان محب وصانع للسلام وساعيا لنشر المحبة والفرح بين البشر.