صدى الشعب – ليندا المواجدة
في ظل تصاعد الإشاعات حول “موجات فيروسية خطيرة” أو “جوائح جديدة”، يؤكد الدكتور عادل الوهادنة في تصريح خاص لـ”صدى الشعب” أن البيانات الوبائية العالمية تُظهر أن ما يشهده العالم حاليًا لا يتجاوز نشاطًا موسميًا طبيعيًا لفيروسات معروفة، وليس أي جائحة جديدة. وفي هذا التقرير يستعرض الوهادنة قراءة علمية دقيقة تستند إلى أحدث الإحصاءات الدولية وشبكات الترصد.
⸻
أولاً: ماذا تقول الأرقام الآن عن “موجات الفيروسات”؟
1. كوفيد-19 اليوم
• لا نعيش “زمن الجوائح المتتالية”، بل نشاطًا موسميًا للفيروسات.
• منذ بداية الجائحة وحتى نوفمبر 2024:
• 776.8 مليون إصابة مؤكدة عالميًا.
• أكثر من 7 ملايين وفاة (معظمها 2020–2022).
• تحديث منظمة الصحة العالمية (16 أيلول – 13 تشرين الأول 2024):
• 330 ألف حالة جديدة خلال 28 يومًا.
• زيادة في الحالات ≈ 18%.
• انخفاض الوفيات ≈ 25%.
• كوفيد الآن: مرض متوطن وليس جائحة جديدة.
2. الإنفلونزا والفيروسات التنفسية الأخرى
• تقرير FluNet – نوفمبر 2025:
• نشاط الإنفلونزا مرتفع موسميًا بنسبة إيجابية >10% في الأسبوع 45.
• نشاط SARS-CoV-2 منخفض.
• الدراسات لعام 2024:
• مواسم الإنفلونزا وRSV بدأت تعود تدريجيًا إلى أنماطها الطبيعية.
• تقارير PAHO في الأمريكتين:
• تداخُل بين الإنفلونزا وكوفيد وRSV.
• كثير من مؤشرات التهاب الرئة بقيت ضمن المستويات الموسمية المعتادة.
الخلاصة:
ما نشهده هو مواسم قوية للفيروسات وليس “جوائح متتالية”.
⸻
ثانيًا: الفرق العلمي بين “موجة فيروسية” و“جائحة”
1. الموجة (Wave)
• ارتفاع مؤقت في حالات مرض معروف.
• غالبًا على مستوى دولة أو منطقة.
• قد يكون موسميًا أو ضمن مرض متوطن.
2. الجائحة (Pandemic)
• انتشار عالمي لمرض جديد.
• يصيب مناطق وقارات متعددة.
• يترافق مع وفيات وفائض مراضة يفوق قدرة الأنظمة الصحية.
اليوم:
• الإنفلونزا: وباء موسمي وليس جائحة.
• كوفيد-19: مرض متوطن مع موجات ارتفاع، وليس جائحة جديدة.
⸻
ثالثًا: ماذا تقول الإحصاءات عن “مستقبل الجوائح”؟
1. احتمال حدوث جائحة مستقبلية
• دراسة Madhav: احتمال 1% سنويًا لجائحة إنفلونزا شديدة.
• دراسة Duke University: احتمال 2% سنويًا لجائحة بحجم كوفيد-19.
• الشخص المولود عام 2000 لديه احتمال تراكمي ≈ 38% أن يشهد جائحة كبيرة واحدة على الأقل خلال حياته.
• السيناريوهات الاحتمالية: متوسط الوفيات المستقبلية من الجوائح التنفسية ≈ 2.5 مليون سنويًا (مستقبلاً إن لم تتحسن الجاهزية).
الخلاصة:
الاحتمال موجود لكنه ليس حتميًا ولا يعني موجات سنوية لجائحة جديدة.
2. توقعات الخبراء للسنوات 5–10 القادمة
• منظمة الصحة العالمية:
• لا تتوقع جائحة محددة الآن.
• تركز على:
• الرقابة المخبرية المبكرة،
• جاهزية الأنظمة الصحية،
• منصات اللقاحات السريعة،
• ضبط التفاعل بين الإنسان والحيوان والتغير المناخي.
• العائلات الفيروسية الأكثر تهديدًا:
• الإنفلونزا،
• الفيروسات التاجية،
• Nipah،
• الجُدَريّات،
• الفيروسات المنقولة بالبعوض.
• في المقابل، لدينا أدوات غير مسبوقة لتقليل المخاطر.
الخلاصة:
لا يوجد أي دليل علمي أننا سندخل سلسلة سنوية من الجوائح.
⸻
رابعًا: استخدام البيانات لدحض الإشاعات
1. الرجوع لمصادر رسمية موثوقة
• منظمة الصحة العالمية وشبكات الترصد:
• الحالات الحالية بالآلاف أسبوعيًا، وليست بالملايين.
• الانخفاض في الوفيات واضح.
• الإنفلونزا مراقَبة ضمن FluNet عالميًا.
2. التفريق بين “موسم قوي” و“جائحة”
• الموسم الشديد لا يعني جائحة.
• مثال: بعض دول آسيا شهدت مواسم قوية، لكنها بقيت ضمن إطار وباء موسمي.
3. تغير أنماط المواسم لا يعني “تسارع الجوائح”
• بعد كوفيد حصل اضطراب في توقيت المواسم.
• الدراسات تؤكد عودة تدريجيًا للأنماط التقليدية.
• التغير المناخي يؤثر على التوقيت، وليس على خلق “جوائح” جديدة.
4. فهم احتمالات الجوائح
• الاحتمال السنوي 1–2% لا يعني جائحة قريبة.
• يعني: يجب الاستثمار في الوقاية.
5. الرسالة الصحية للجمهور
• التطعيم الموسمي.
• التهوية الجيدة.
• الكمامة في الازدحام.
• منع نشر الإشاعات غير المبنية على بيانات.
⸻
خلاصة علمية
البيانات الوبائية تؤكد عدم وجود أي جائحة فيروسية جديدة، بل موسمية قوية ومتزامنة لفيروسات معروفة مثل الإنفلونزا وكوفيد-19 وRSV، تحت مراقبة مخبرية عالمية مستمرة.
رغم وجود احتمال إحصائي لظهور جائحة خلال العقود القادمة (1–2% سنويًا)، فإن ذلك لا يعني قطعًا أننا على أعتاب “جوائح متلاحقة”.
الاعتماد على البيانات الرسمية يثبت أن ما نشهده هو موجات موسمية متوقعة وليست سلسلة من الجوائح كما تروّج بعض الإشاعات
