صدى الشعب – كتب محمد علي الزعبي
في السابع والعشرين من الشهر الحالي، تستعيد وزارة الثقافة زمام المبادرة في واحد من أهم الملفات التي طالما كان لها أثر في تشكيل الهوية الوطنية،، الأغنية الأردنية، فمع إطلاق مهرجان الأغنية الأردنية تعلن الوزارة عن عودة واعية للكلمة واللحن، وعن مشروع جمالي وثقافي يعيد الاعتبار للغناء بوصفه ذاكرةً جمعية ومرآةً للوجدان الأردني.
هذا المهرجان ليس فعالية فنية عابرة، بل خطوة مدروسة نحو إعادة إحياء الأغاني التراثية التي حملت عبر عقود مضامين صادقة ولحنًا نابضًا بقصص الناس وتفاصيلهم. أغنيةٌ متقنة العبارة، مشغولة على مهل، تخرج من الأرض والبادية والمدينة والمخيم، ثم تتحول إلى نشيد يوميّ يرافق الأردني في أفراحه ومواسمه وحنينه وحكاياته.
وتفهم وزارة الثقافة اليوم أن الهوية ليست خطابًا نظريًا، بل فعلًا إبداعيًا يُعاد إنتاجه باستمرار؛ لذلك يعود هذا المهرجان ليؤسس لمسار جديد يوازن بين حفظ التراث وتجديده، ويمنح الشباب فرصة للاقتراب من موسيقاهم الأصلية، هنا، تضع الوزارة الفن في مكانه الطبيعي ،، رافعةً للوعي، ومساحةً للتعبير، ومنصةً لاكتشاف الأصوات والكُتّاب والملحنين الذين يحملون هذا الإرث إلى المستقبل.
كما يأتي المهرجان انسجامًا مع رؤية الدولة في تعزيز حضور الثقافة في الحياة العامة، واستثمار الصناعات الإبداعية باعتبارها جزءًا من القوة الناعمة الأردنية، فإحياء الأغنية الأصيلة ليس مجرد احتفاء بالماضي، بل هو بناءٌ جديد للكلمة المغنّاة، وتحرير للفن من الابتذال، وإعادة توجيه للمنجز الموسيقي نحو قيم الرصانة والجمال والصدق.
إن عودة مهرجان الأغنية الأردنية بهذا الشكل تحمل رسالة واضحة ،،، أن الأردن قادر على إعادة إنتاج مشهده الفني بروح معاصرة، وأن وزارة الثقافة تفتح الباب أمام جيل جديد يكتب ويلحّن ويؤدي، ويعيد صياغة الأغنية كما يجب أن تكون؛ كلمةً تطرب، ولحنًا يعبُر، وفنًا يليق بالوطن.
بهذا المهرجان، تستعيد الأغنية الأردنية مكانتها، وتعود الكلمة لتتقدّم المشهد، ويعود اللحن إلى وظيفته الأولى: مرافقة الروح، وصياغة وجدان الأمة بلطف، وثقة، وجمال.






