صدى الشعب – فايز الشاقلدي
انتزع الفلسطينيون بليلة مفعمة بالفرح والدموع والزغاريد والاهازيج الفرحة ، في لحظة الحرّية الأولى التي انتزعتها المقاومة انتزاعاً من فم الغول ،”الغول الإسرائيلي”، الذي حاول، حتى اللحظة الأخيرة، التنغيص على الأسرى وعائلاتهم، بتأخير الإفراج عنهم حتى تعمّ العتمة وقبلها الاعتداء عليهم أثناء نقلهم بالحافلات حتى إن أحد الأطفال أصيب بكسر في يده اضطرّت الطواقم الطبية على إثره لنقله إلى المستشفى، فيما نُقلت الأسيرة فاطمة شاهين إلى مجمّع فلسطين الطبي لإجراء بعض الفحوصات بعد وعكة صحية .
طوفان من الاحتفالات عمت أرجاء المدن الفلسطينية من جنين ونابلس وصلا إلى القدس وبيت لحم ، وقامت عواصم عربية بتوزيع الحلوى وأطلق شبان أردنيون الألعاب النارية ابتهاجًا بالتحرير .
وبقدر ما كانت فرحة الحرية واضحة، فهي أيضاً بدت منقوصة وممزوجة بالوجع؛ إذ إن الرسالة التي سعى جميع الأسرى إلى إيصالها، هي شكر المقاومة، التي أوفت بوعدها وعهدها، ولم تتخلّ عنهم، بل إنها فرضت حريتهم على العدو فرضاً، والتأكيد في الوقت نفسه أنه لا فرحة مكتملة في القلب طالما ظلّ أسير واحد في السجون.
واستغلّت الأسيرات الحضور الإعلامي الكبير، لتسليط الضوء على معاناتهن في سجون الاحتلال، وتحديداً منذ بدء العدوان على غزة، وحكينَ عن أوضاع الأسيرات المتبقّيات في السجون، وحلمهنّ الدائم بنَيْل الحرّية ،وكانت سلطات الاحتلال قد أفرجت مرغمةً، ليلة الجمعة ، عن 39 أسيراً فلسطينياً، بينهم 24 امرأة و15 طفلاً، ضمن الدفعة الأولى من صفقة التبادل مع المقاومة، التي أفرجت بدورها عن 24 أسيراً لديها، 13 منهم إسرائيليون، والبقية من العمال التايلنديين.
ووصلت حافلة ومركبات تابعة للصليب الأحمر تحمل أغلب المعتقلين المُفرج عنهم من سجن «عوفر» إلى بلدية بيتونيا غرب رام الله، في حين جرى الإفراج عن الأسيرات المقدسيّات، وعددهن 6، من معتقل «المسكوبية» في القدس المحتلّة، حيث كانت عائلاتهنّ في استقبالهنّ.
أما في بيتونيا، فقد صدحت أصوات الأسيرات ومستقبليهن بتأييد المقاومة. وفي هذا الإطار، برزت تصريحات إيمان نافع، زوجة الأسير نائل البرغوثي، وهو عميد الأسرى الفلسطينيين، التي قالت اثناء استقبال الأسيرات: «جئنا اليوم لنقول شكراً للمقاومة التي قدّمت هذه التضحيات الكبيرة»
ومع انطواء اليوم الأول ودخول اليوم الثاني من الهدنة وعملية التبادل، تتّجه الأنظار، إلى القائمة الثانية من الأسرى المنويّ الإفراج عنهم، وتحديداً الأسيرة إسراء الجعابيص، التي يبدو خروجها استثنائياً نظراً إلى حالتها الصحية الخاصة.
شكراً للمقاومة، التي أوفت بوعدها وعهدها، ولم تتخلّ عنهم وعنا .