كتب – سليمان أبو خرمة
عندما تتحدث عن أطفال الأردن والعرب ووعيهم بالقضية الفلسطينية، تبرز قصصٌ مؤثرة ومشاهدٌ تبعث على التفاؤل حيال تحول ملموس في وعي هذه الفئة العمرية نحو هذه القضية منذ عملية طوفان الأقصى.
تأثر الأطفال بالأحداث الدموية والمأساوية التي تشهدها فلسطين بشكل عام، وخاصةً في غزة إثر عدوان الاحتلال، أدى إلى تكوُّن تساؤلات مهمة في نفوسهم، مثل سبب قتل الاطفال بغزة، وكيفية دعم ومساعدة غزة.
هذه الحرب عكست تحولاً جوهرياً في تصور الأطفال العرب لهذه القضية، إذ باتوا يشاركون بفعالية في الحملات والتظاهرات المناهضة للاحتلال، ويُعبِّرون عن دعمهم لفلسطين برسم العلم الفلسطيني وصور لأبى عبيدة، الذي يُعتبر رمزاً للصمود والمقاومة لهم.
كما أصبحت الأغاني الوطنية الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية، مما يعكس ارتباطهم العاطفي والروحي بقضية فلسطين.
مشاهد الأطفال العرب وهم يعبرون عن رفضهم لكل ما يدعم الاحتلال تجاوزت حدود الكلام إلى حدود العمل الفعلي، وقد بلغت بعضها مستوى البكاء، مثل قصة الطفلة بالزرقاء التي رفضت شراء منتج داعم للاحتلال وغيرها الكثير بمدن المملكة والمدن العربية.
رغم صغر سنهم، إلا أنهم يظهرون مدى اندماجهم في قضية فلسطين، وهذا الوعي يعكس أهمية نقل معاناة الفلسطينيين بشكل مبسط ومناسب لهم في هذه المرحلة العمرية.
الأمهات أيضا تحدثن عن تحول في اهتمامات أطفالهن، حيث أصبحت أخبار غزة موضوعاً رئيسياً يشغل تفكيرهم وحديثهم اليومي وهم ليسوا فقط يرسمون العلم الفلسطيني بل يصنعون قصصاً خيالية تعبر عن ان الخير فلسطين والشر هو الاحتلال إسرائيلي، مع ختام مبتهج يُظهر انتصار الخير.
يعود الفضل في هذا التحول إلى صمود شعب غزة والمقاومة، مما شكَّل صورة بطولية للأطفال العرب وأثَّر في وجدانهم ووعيهم بالقضية هؤلاء الأطفال اليوم هم الأمل وصمام الأمان للحفاظ على قضية فلسطين.
في النهاية، ينبغي توثيق ما يجري من أحداث في فلسطين وغزة في المناهج الدراسية لترسيخ الوعي بالحقائق التاريخية وللمساهمة في بناء جيل مُلتزم بدعم القضية الفلسطينية، خاصةً في الوقت الراهن الذي تشهد فيه تحديات ومواجهات مستمرة.