صدى الشعب – كتبت مرام النابلسي
بغض النظر عن مسألة الشماتة المنتشرة، والتي لا أود الخوض فيها لفرط سذاجتها وبشاعتها على حد سواء، انتشرت في الساعات الأخيرة ذات الأسئلة التي لم تتوقف منذ بداية العدوان، والتي تزامنت واغـتيال الشيخ صالح العاروري والقـيادي فؤاد شكر والاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق، ثم اغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية، ثم هجمات البيجر واللاسلكي، فاغتيال القيادي إبراهيم عقيل ورفاقه، وصولاً إلى الهجمات المتلاحقة التي طالت معظم أنحاء لبنان.
لماذا لم ترد إيران؟
ماذا تنتظر؟
لماذا لم تدخل في الحرب؟
لماذا لم يرد الحـزب؟
متى سيرد؟
ما حجم الرد؟
هل استهدف شيئاً آخر غير “العامود”؟!
أين المقاومة في غزة؟
متى ستفي بوعدها؟
هل قامرت على غزة وأهل غزة؟
الحقيقة أن هذه الأسئلة وغيرها؛ تشبه إلى حدٍ بعيد أسئلة جمهور كرة القدم الذي يتابع الدوريات في منزله أو في المقهى:
هيا اركل، لمَ توقفت، مرر الكرة يا أخي، لا تكن أنانياً، لماذا لم تصد، حرام عليك.. إلخ.
إن عقلية متابع كرة القدم التي تتمركز في رؤوس كثيرين في معرض تعليقهم وبناء مواقفهم السياسية – حتى وإن لم يكونوا متابعين لكرة القدم – تكشف للأسف عن سطحية مخيفة في تناول الأحداث والمعطيات وفهمها، و”رخاوة” لا تذهب لأبعد من فكرة تسجيل الأهداف، وهز الشِباك، والتصدر للدوري..!!
لستُ في صدد الدفاع عن أحد، وليس الهدف من هذا المقال تفنيد الأسباب والمبررات، لكن هناك حداً أدنى من فهم المعطيات المحيطة بنا كشعوب وجدت نفسها مُسيسَةً رغماً عنها في هذه المنطقة من العالم، هذا الحد الأدنى غير المتوفر للأسف لدى كثيرين، الذين لا تتوقف آراؤهم حد التعبير العادي عن مجريات الأحداث، وإنما تتجاوزها في كثيرٍ من الأحيان إلى التحليل السياسي والعسكري بل الديني والعقدي كذلك، هو ما أظن أنه من المهم أن نقف على بعض الحقائق من أجله.
عندما استُهدِفَتْ القنصلية الإيرانية في دمشق في إبريل الماضي من قبل الكيان الصهيوني، أذكرُ أن الجمهورية الإسلامية في إيران، كانت قد أكدت على ضرورة الرد، وعندما ردَّت أكدت مجدداً أن الضربة التي وجهتها للكيان قد حققت الهدف الاستراتيجي لإيران، ورغم أن الضربة وآليتها لم تعجب كثيرين وانتقدها كثيرون وكنتُ من الذين انتقدوا المبالغة في تحذير الكيان وتحديد موعد الضربة، رغم تفهمي لحجمها وطبيعتها، لكن من الحقائق التي علينا إدراكها أن المصلحة الأولى لأي دولة هي هذه الدولة، الخطوط الحمراء والأهداف الاستراتيجية المقدمة على كل شيء وعلى أي اعتبار هي تلك الخطوط والأهداف المرتبطة بالدرجة الأولى بتلك الدولة، لذلك عندما عبرت إيران عن نتيجة تلك الضربة بأنها حققت هدفاً استراتيجياً، كانت تعني تماماً ماذا تقول، فهي لم تقل أنها ستنتقم من الكيان من أجل فلسطين، ولم تقل أنها تستهدف من خلال هذه الضربة إسناد المقاومة، ولم تقل أنها ستحرر فلسطين – كما ادَّعى غيرُها – على الأقل في هذه المعركة.
وهذا يقودنا إلى حقائق أخرى في مسألة عدم توجيه إيران ضربة عسكرية للكيان، وأنها عندما قررت توجيه ضربة إنما وجهتها لأن اعتداءً مباشراً وقع منه على قنصليتها، ربما تجيب عن السؤال الرئيسي الذي يتردد كثيراً: لماذا لم تتدخل إيران؟
إن إيران “الدولة” التي لا تعيش صراعاً مباشراً مع الكيان الصهيوني، ليس باستطاعتها الدخول في حربٍ مباشرةٍ معه لاعتبارات كثيرة، إيران التي تنتشر القواعد العسكرية لأميركا وحلف الناتو سواء الثابتة أو المتنقلة على طول حدودها، وتحيط بها من كل جانب في أفغانستان وأذربيجان والإمارات وتركيا والعراق وقطر والبحرين والسعودية وسوريا وسلطنة عمان والكويت وغيرها، وبعضُها لا يبعد عن ضواحي العاصمة طهران أكثر من 70 كم، كقاعدة أذربيجان، إيران التي تدرك تماماً أنها كبقية الدول التي يعمى بصر القانون الدولي إلا عنها، فإذا ارتكبت محظوراً بمنظور الشرعية الدولية التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية والتي تُطَوِّع القانون لمصالحها؛ سيصبح حينها بصرُ القانون “حديد”، ولن تتوانى المنظمات الأممية حينئذٍ ودول حلف الناتو والدول المصفقة له عن إغراق إيران في العقوبات العسكرية والاقتصادية وغيرها ونبش ملف السلاح النووي، أما من يعول على روسيا أو على الصين في هذا الصدد؛ فهو واهم، حيث مضى عهد الحروب المباشرة بين “الكبار” إلى غير رجعة.
وهذا ما أثبتته التصريحات المتكررة للمسؤولين الإيرانيين حول أن إيران تدرس الرد بما يتناسب ويتفق مع نصوص القانون الدولي، وبما لا يتجاوز حق الرد، لأنها ببساطة لا تريد أن تخالف القانون، أو بمعنى أدق لاترغب في مواجهة من وضع القانون ويتعسف في تطبيقه ولن يكترث عند اللزوم لأي مشروعية في أي اتجاه.
ورغم تحفظي على حذر إيران الزائد في هذا الشان، إلا أنها باعتبارها الداعم الرئيسي لكل جبهات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن، يمكنها اعتبار هذا الدعم خياراً استراتيجياً هاماً لدولة بحجم إيران، تود من ناحية الحفاظ على موقعها السياسي والديبلوماسي وتسعى لتطويره، ومن ناحية أخرى تدعم المقاومة، وتحافظ على مصالحها وتوازنها مع الكيان الصهيوني والغرب من خلال هذا الدعم الذي يمكن اعتباره أيضاً ساحة غير مباشرة للنزاع، رغم أن الكيان وأميركا يعتبرونه ساحةً مباشرة تشكل أحد أهم محددات العلاقة مع إيران، وكل ما ذكر هنا بشأن إيران يمكن اعتباره حديثاً بالعموم، إلا أنه يمكننا التخصيص والتفصيل أكثر.
لقد خرجت إيران لتوها من انتخابات رئاسية مبكرة وما زالت علامات الاستفهام تحيط بالرئيس الإصلاحي الجديد الأقرب والأميل للانفتاح على الغرب، وعلاقة هذا الرئيس بالمرشد الأعلى للثورة، ومؤسسات الدولة، ونهج ولاية الفقيه عموماً الأقرب للمحافظين منه للإصلاحيين، فضلاً عن السياسة التي تكاد تجمع عليها مدرسَتَيّ السياسة الرئيسيتين في إيران “المحافظون والإصلاحيون” والتي ترى أن مستقبل إيران يجب أن يكون بعيداً عن ما يسميه الإصلاحيون “استعداء” الغرب، والحيلولة دون عزلة دولية حتمية على إيران إذا لم تنفتح على العالم بكل مكوناته، على ألّا يكن ذلك على حساب ثوابت الثورة الإسلامية بحسب المحافظين إصرارا على المبدأ؛ وبحسب الإصلاحيين تغاضياً ربما وتمريراً للمرحلة، حيث يشكل الإصلاحيون العنصر الذي يمكن أن يصبح متغيراً في هذه المعادلة فيما يتعلق بالثوابت، رغم أن هذا التغيير ليس سهلاً على إطلاقه، وليس مستحيلاً أيضا فيما يبدو.
إن هذا التغيير إذا حدث بالفعل في المستقبل القريب أو حتى البعيد، فقد يكون بمثابة “انقلابٍ أبيض” يتغير فيه نظام الدولة ودستورها ومنهجها، وفقاً لتغيرات لابد أن تطال أولاً مفاصل الدولة ومؤسساتها لاسيما الحرس الثوري، ومجلس تشخيص مصلحة النظام، ومجلس صيانة الدستور (المؤسسات الثلاث الأهم في الدولة بعد المرشد الأعلى)، خلاصة القول في هذا السياق تحديداً أن إيران إذا تنكرت للمقاومة ونأت بنفسها، فلن تكون آنذاك هي ذاتها إيران الثورة الإسلامية التي نعرف، وهو في الحقيقة الأمر الذي لا يمكننا تأكيد حدوثه، رغم الغرابة التي اكتنفت بعض التصريحات الأخيرة للرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان.
وفيما يتعلق بإيران أيضاً نذكِّر أخيراً أن النزاعات المسلحة، تختلف تماماً في حال كانت أطرافُها دولة وحركة تحررية تتخذ طابع وشكل الميليشيا، عن كونها نزاعا مسلحاً بين حركتين أو فصيلين، عن كونها نزاعاً بين حكومة شرعية وحركة متمردة، عن كونها نزاعاً بين دولتين، وفي حال تدخل إيران عسكرياً فإن النوع الأخير من هذه النزاعات المسلحة هو الذي سوف يوصِّف هذا النزاع وينطبق عليه، وغني عن القول أنه وبالرغم من تغاضي الشرعية الدولية عن مشروعية المقاومة سواء في فلسطين أو في لبنان فإن المقاومة الشرعية فيهما تنطبق عليها قواعد المشروعية الواردة في القانون وفي العرف الدوليين كنصوص مكتوبة أو مبادئ، الأمر الذي لا ينطبق على الدول لناحية المقاومة الشعبية، في ظل التعامي عن منطق العدالة ونصوص القانون وروحه وتسييسه وانتقائية النص والتطبيق، وسياسة الأمر الواقع التي مازال يفرضها القطب الحاكم الأوحد للعالم، وهذا ما يقودنا للأسئلة التي توجه لحزب الله بل أصبحت توجه لحركة حماس أيضاً والفصائل المقاومة الأخرى.
إن عقلية متابع كرة القدم التي تحدثنا عنها، لا تمارس فقط التعليق والنقد اللاذع من مكانها دون أن تقدم شيئاً على الأغلب، مكتفية بالمتابعة التي تبين في كثير من الأحيان أنها ليست حتى متابعةً واعية، بل أنها لم تكتفِ بالتعليق على عوام الأمور وإنما تجاوزتها للدقائق والتفاصيل، بل تفاصيل التفاصيل، فنراها تطرح أسئلة حول بعض الأمور بلهجة التخوين تارة، وبلهجة التحقير تارة أخرى، أمورٌ تبذلُ المقاومة أشهراً وسنين لدراسة إمكانياتها ونتائجها وبدائلها وعواقبها وتجهيزها وتنفيذها ونجاحها وفشلها، أمور لا يعلم عنها المتابع العتيد شيئاً؛ سوى ما يراه على سطح النشرات الإخبارية، وما تخطه أصابعه على سطح شاشة هاتفه!!
صحيح أن حزب الله حركة تحررية شرعية – بغض النظر عن سابقة شيطنته دولياً ووصمه بالإرهاب – لكنه حزب نشأ ويعيش في ظل وضع سياسيٍ واجتماعي معقد ومركب، لا أبالغ إذا قلت أنه الأصعب في التاريخ السياسي (الحديث على الأقل)، وضعٍ تتجاذبُ فيه دول الإقليم موازين القوى على الأقل منذ عام 1975، ولم تتوقف الحرب الأهلية فيه سوى في تسعينيات القرن العشرين.
هناك من سيقول أن حزب الله “دولةٌ داخل الدولة” ورغم أن هذه العبارة ليست دقيقة تماماً، حتى وإن تمكن حلفاء الحزب من مؤسسات الدولة، بالرغم من ذلك نقول: هل منعت “الدولة المعنية/ الدولة الحزب” استهداف قيادييها من الصف الأول؟!
هل يحترم الكيان الصهيوني أي دولة إذا أرادَ الاعتداء عليها وعلى رموزها؟!
هل استطاعت “الدولة الحزب” أو هل تستطيع وضع إمكانيات الجيش اللبناني بعتاده وجنوده تحت تصرف فعلها المقاوم؟!
وهل تستطيع تطهير البلاد من الخونة والعملاء الذين تشربوا العمالة للكيان أبا عن جد، وما زالوا يتربصون منتظرين أصغر ثغرة ليعبروا من خلالها نحو استعادة السيطرة على لبنان، من على ظهر دبابة “إسرائيلية”؟!
إن مسألة توسع حزب الله في شن الضربات نحو الكيان، هي مسألة في غاية التعقيد وليست بالسهولة التي يتصورها البعض، هناك حسابات لا يستطيع اللبنانيون القاطنون في لبنان أنفسهم فهمها وإدراكها، حيث التوسع في ضرب الكيان يعني بالضرورة توسع الأخير في ضرب لبنان كل لبنان، ما يعني المزيد من الشهداء، ومن المصابين، والمزيد من الدمار وإنهاك الاقتصاد المنهك أصلاً، وما يعني إمكانية عودة شبح الحرب الأهلية لا قدر الله، بالتزامن مع تعمد إذكاء البعض لقيم الطائفية والعنصرية الخامدة، واستمرار محاولات شيطنة الحزب وتأليب الشارع اللبناني عليه بما فيه حاضنته الشعبية، سواء من الكيان وحلفائه أو من زمرة العملاء في لبنان.
رغم أن الحزب قد توسع بالفعل في ضرباته التي أوجعت الكيان الصهيوني، وقد كان واضحاً في طرحه منذ السابع من أكتوبر، عندما قال أن جبهة الشمال هي جبهةُ إسناد؛ كانت بالفعل إسناداً، وعندما قال أنها تحولت لجبهة مباشرة، أصبحت بالفعل مباشرة وجمعت بين الإسناد والمباشرة، كما أعلن أن المعركة مستمرة وعاود التأكيد مراراً وتكراراً على ربط توقفها بتوقف العدوان على غزة، لكن ما ينبغي علينا فهمه هنا أن هذه الضربات والتوسع فيها؛ ليس أمراً عشوائياً غير محسوب، وليس مبنياً على مجرد سلوك انفعالي، وليس يغفل الاعتبارات في الدولة اللبنانية بل وفي فلسطين المحتلة ودول الإقليم والعالم، وهذا ما يضيف قدر من الصعوبة والتعقيد للعمل المقاوم لاسيما في لبنان.
وقد تجاوز الانتقاد وتوجيه الأسئلة (أو الاتهامات بمعنى أدق) تجاوزت إيران وحزب الله إلى المقاومة الفلسطينية ذاتها، فخرج علينا من ينتقد تواجدها في الأنفاق!! ومن يقلل من شإن سيطرتها على انتشار جيش الاحتلال في القطاع!! ومن يقلل من شأن معركة التفاوض والجانب السياسي التي لا تقل ضراوة عن المعركة في الميدان!! ومن يدعم بقوة اقتراح الكيان الصهيوني الذي نص على “خروج آمن للسنوار وقيادات أخرى من حركة حماس من قطاع غزة؛ مقابل تسليم المحتجزين وإيقاف الحرب”!!
بل إن أحد المفارقات العجيبة الغريبة المضحكة في هذا السياق، أن من دعم هذا الاقتراح هو ذاته من لم يتردد في تخوين المقاومة، وقرر مسبقاً أن حماس سوف “تبيع” القضية مقابل سنوارها!!! وأنها قامرت على الغزيين من أجل لاشيء!!! فهو الذي يدعم الاقتراح، وهو الذي يريده، وهو الذي قرر أن حماس ستوافق عليه، ورغم موافقتها -كما يزعم – على ما أراده هو نفسه يقوم بتخوينها بذات الوقت!! فيا سبحان الله!!
لم ننته بعد من فرية فنادق قطر وحسابات سويسرا ومنتجعات تركيا وقصور غزة، بينما قدمت المقاومة الشهيد تلو الشهيد من أفرادها وقياداتها داخل غزة وخارجها، حتى أتتنا فرية تأمين السنوار والتضحية بالغزيين والمقامرة عليهم!!
بالتأكيد نحن مع خيار وحدة الساحات، ومع التصعيد المستمر في معركتنا مع الكيان، حتى وإن تأخر تحقق معادلة الردع، حيث “إسرائيل نتنياهو” أكثرُ رعونةً وانفعالية وعنجهية، محدودة الفكر والرؤية، إلا أننا نؤمن رغم ذلك أن هذه المعادلة ستتحقق، وأن العدو سيُردع، لا بل سيرحل عاجلاً أم آجلاً، وهذا لن يكون إلا باستمرار المقاومة وتصعيدها كماً ونوعاً، فالقوة وحدها هي اللغة التي يجب أن نخاطب بها العدو وهي فقط التي ستلجمه وتخرسه، لكننا بالرغم من ذلك علينا أن نعي أننا لسنا في موقع المقاوم من أي جهة كان أو تصنيف أو نموذج، وأننا لا نملك رؤيته، ولا نستطيع تقدير حساسية موقفه الذي يحتاج أحياناً للحسم في جزء من الثانية، وأحياناً أخرى يتطلب شهوراً وسنين، ولا التداخلات السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية والمالية وغيرها التي يحاول مواءمة شؤونه معها، فضلاً عن أبعاد أخرى كثيرة يختص بها المقاومون لا يتسع المقام لذكرها.
وعلينا أن نعي؛ أننا لا نخدم مشروعَنا الوطني التحرري عبر لهجة التخوين والانتقاص والتنظير غير الواعي والنقد غير المسؤول، ولا عبر كيل الاتهامات والتصنيف والتحيز الأعمى، ولا في الخوض في معارك جانبية حتى وإن كان بعضها مهما، لكن لا الزمانُ مُلكَها ولا المكان.
ولمن يدعي بعد النظر ويخلط “المشاريع” في بعضها، أقول:
فلتدرك يا “أخَ العرب” اللحظة الراهنة وتراها.. وكثَّرَ اللهُ خيرك!