قد لا يعرف كثيرون أن الوقود الذي يشغّل الطائرات من بين أغلى المشقات النفطية، لكن في زمن فيروس كورونا الذي فرض قيودا على حركة الطيران تغير كل شيء، بحسب تقرير لوكالة “بلومبرغ” الإخبارية الأميركية.
وحسب المصدر، فإن أسعار وقود الطائرات (الكيروسين) انخفضت كثيرا إثر حالة الشلل التي أصابت قطاع النقل الجوي العالمي.
وتفاديا للخسائر، عملت الشركات المصنعة على مزج الكيروسين مع مكونات أخرى، لتوفير وقود أقل ثمنا تستخدمه السفن، ويتميز الوقود الجديد بأنه منخفض الكبريت.
وفي ظل الانخفاض الكبير في استهلاك وقود الطائرات، شقت كميات من الديزيل وزيت الغاز، فضلا عن الكيروسين، طريقها نحو الصناعات البحرية.
ويعكس هذا التحول الذي لم يكن متصورا قبل نحو عام فقط، انهيار طلب قطاع الطيران على الوقود في أعقاب جائحة كورونا.
ومع حديث اتحاد النقل الجوي بأن الرحلات الجوية لن تعود إلى طبيعتها قبل عام 2024، فإن ذلك يعني بقاء الكيروسين في صناعة وقود المركبات البحرية لسنوات مقبلة.
وقال يوغين ليندن، كبير المحللين في شركة الاستشارات البارزة “جي بي سي إنريجي” لشؤون الطاقة، إن سنغافورة شرعت في استخدام الكيروسين بعد خلطة بمواد أخرى، كوقود للسفن والقطع البحرية.
لكن هذا النموذج لم يستمر كثيرا، مع عودة أسعار وقود “فلسفو” منخفض التكلفة إلى طبيعته، غير أن نقطة التحول حدثت عندما انخفضت أسعار وقود الطائرات.
ورأى ليندن أن تخفيض أسعار الكيروسين واستخدامه في صناعة وقود السفن الرخيص، يعني أن “الاقتصاد في حالة يرثى لها”.
وانخفضت أسعار وقود الطائرات في سنغافورة من 70 دولارا للبرميل الواحد في يناير، إلى نحو 20 دولارا في مايو، قبل أن يرتفع ثانية إلى حدود 40 دولارا، بحسب “بلومبرغ”.
وفي غضون ذلك، انخفضت أسعار وقود “فلسفو” في مركز النفط الآسيوي بنسبة 53 بالمئة، عما كانت عليه في أواخر 2019.
وقالت أوني إينيمو مديرة الرابطة الدولية لتموين السفن إن انهيار الطلب على وقود الطائرات ووقود النقل البري، أتاح كميات كبيرة من المواد الجاهزة لخلطها بهدف تحضير وقود السفن.