استقبل فخامة رئيس دولة فلسطين الشقيقة محمود عباس اليوم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الذي نقل رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني إلى فخامته أكدت عمق العلاقات الأخوية بين المملكة ودولة فلسطين الشقيقة، والجهود المشتركة لحشد الدعم الدولي اللازم المستهدف إطلاق مفاوضات جادة لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وتثبيت وقف إطلاق النار والعدوان على غزة ووقف الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومواصلة تنسيق الجهود المشتركة والتشاور بين البلدين الشقيقين.
وبعث فخامة الرئيس الفلسطيني تحياته إلى جلالة الملك عبدالله الثاني، مؤكداً تثمينه والشعب والقيادة الفلسطينية مواقف المملكة الثابتة في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتكريس كل الجهود لتلبية جميع حقوقه المشروعة التي تؤكد وحدة الموقف وتكاملية الجهود واستمرار التنسيق والتشاور لتحقيق ذلك.
وأطلع فخامة الرئيس محمود عباس الصفدي على التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمباحثات التي تجريها مع الأشقاء العرب والدول الفاعلة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف العدوان الإسرائيلي والاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية على القدس والمسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف واحترام الوضع القانوني والتاريخي القائم بما يشمل الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وفي تصريحات صحافية مشتركة مع وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، شكر الصفدي نظيره الفلسطيني على تهنئة المملكة بالذكرى 75 للاستقلال، مضيفاً “إن شاء الله قريبا نأتي إلى دولة فلسطين لنهنئ بتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967”.
وأكد الصفدي “الرسالة التي تشرفت بنقلها من جلالة الملك عبدالله الثاني لفخامة الرئيس محمود عباس اليوم أكدت الموقف التاريخي المعروف للمملكة في الوقوف إلى جانب أشقائنا بكل ما تستطيعه، وأن تستمر في بذل كل جهد ممكن من أجل إسناد أشقائنا وتلبية جميع حقوقهم المشروعة وخصوصا حقهم في الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.
وأضاف الصفدي أن “الرسالة أيضا أكدت وبحثت تنسيق الجهود من أجل التعامل مع المرحلة الحساسة التي نحن بصددها اليوم بعد وقف العدوان على غزة وضمان التقدم إلى الأمام باتجاه إيجاد الأفق السياسي الحقيقي الذي يشكل السبيل الوحيد لضمان عدم تكرار التصعيد الذي شهدناه”. وزاد “يجب وقف الاعتداءات والانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف الذي يشكل أولوية قصوى ومهمة أسمى للوصي على هذه المقدسات جلالة الملك عبدالله الثاني، وعدم ترحيل أهالي سكان الشيخ جراح وأهالي حي سلوان”.
وشدد الصفدي على أن “موضوع ترحيل الفلسطينيين من بيوتهم سيشكل جريمة حرب لا يمكن أن يسمح بها المجتمع الدولي، وسيعيد تفجير الوضع”، مؤكداً على ضرورة مواصلة العمل المشترك مع الجانب الفلسطيني للحؤول دون هذه الإجراءات التي ستعيد تفجير الوضع.
وقال الصفدي إن “العالم كله يتحدث عن هدنة دائمة، والطريق إلى الهدنة الدائمة هو إيجاد الأفق السياسي وحل أساس الصراع المتمثل باستمرار الاحتلال وعدم التوصل إلى حل الدولتين”، مؤكداً على ضرورة منع الاحتلال من حرمان الشعب الفلسطيني الشقيق من حقوقه واستمرار الاعتداءات على القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وحي الشيخ جراح وأهاليه.
وأكد الصفدي أن لقاء اليوم “مهم ويأتي في إطار تنسيق المواقف قبيل استقبال وزير الخارجية الأمريكي الذي سيكون اليوم في فلسطين وسيكون غداً في عمّان”. وأضاف أن “مواقف الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بحل الدولتين، والاستيطان، وترحيل السكان، والخطوات الأحادية التي تقوض فرص تحقيق السلام، كل هذه مواقف إيجابية نتفاعل معها ايجابياً، وسنبحث كيفية الانتقال من الموقف إلى الفعل بحيث نجد إطاراً حقيقياً فاعلاً للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة تأخذنا باتجاه حل الدولتين”.
وأكد الصفدي أن التنسيق مستمر مع أشقائنا في دولة فلسطين ومع أشقائنا في جمهورية مصر العربية، ومع كل الاشقاء العرب، مضيفاً أنه وبتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني سيغادر يوم الخميس إلى البرتغال للقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماع سيكون موضوعه الأساس هو الموضوع الفلسطيني وكيفية التقدم إلى الأمام.
وحول إعادة الإعمار في غزة، قال الصفدي “يجب أن ننسق الجهود ونحن ننسق مع الشرعية الفلسطينية فيما يتعلق بالجهود التي تقوم بها المملكة والتي أمر بها جلالة الملك عبدالله الثاني أيضاً فيما يتعلق بمستشفى ميداني آخر ومساعدات أخرى نعتقد أنها ضرورية”.
وأكد الصفدي أن “الاتصال ما بين جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس محمود عباس مستمر، وأنه لا يمكن القفز فوق فلسطين، لا يمكن القفز فوق القضية الفلسطينية، لا يمكن تحقيق السلام الشامل والدائم إلا إذا تم حل القضية الفلسطينية على الأسس التي تقبلها الشعوب، وعلى الأسس التي تلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.
وشدد الصفدي على أن “اللحظة حاسمة جداً، وأن التحرك يجب أن يتم الآن، وأن التصعيد الأخير ذكّر العالم كله بأنه هذه القضية هي القضية الأساس، وهذه القضية هي قضية جوهرية”. وزاد أن تركيزنا يجب أن يشمل، إضافة إلى وقف العدوان على غزة، وقف الاعتداءات والانتهاكات في القدس المحتلة وفي المقدسات وفي باقي أجزاء الضفة الغربية، بحيث يجب التعامل مع الموضوع بشمولية، والنظر إلى الصراع وفق نظرة شاملة تأخذ بعين الاعتبار أن هذا الصراع هو بالأساس صراع سببه الاحتلال ونهايته تكون بنهاية الاحتلال.
وختم الصفدي أن “المملكة كانت وستبقى السند والأقرب إلى أشقائنا في فلسطين تقوم بكل ما تستطيعه، وبتوجيه جلالة الملك عبدالله الثاني تكرس كل إمكاناتها من أجل حماية حقوق أشقائنا وحماية المقدسات وتثبيت المقدسين على أرضهم وحماية أهلنا في غزة وضمان عدم تكرار العدوان”.
بدوره، أشاد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني بموقف الأردن المعروف الداعم لحقوق الفلسطينيين وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الشعب الفلسطيني. وهنأ “جلالة الملك والحكومة والشعب الأردني بيوم الاستقلال متمنين لهم كل الازدهار والتقدم والنجاح”.
وأشار المالكي إلى أن لقاء اليوم تطرق إلى أطر التنسيق الأردني-الفلسطيني، مشيراً إلى أن الجانب الفلسطيني يفخر بالمستوى العالي من التنسيق ما بين المملكة ودولة فلسطين. وزاد أن الحديث تمحور حول كيفية تثبيت التهدئة في قطاع غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية.
وأكد المالكي أن “موقف الأردن معروف وهو الموقف الداعم القوي والمساند لفلسطين وحقوقها، وإدانة للعدوان الإسرائيلي الأخير على شعبنا في قطاع غزة”.