الخبير السياحي ونائب أمين سر غرفة تجارة العقبة: وجود ناقل جوي وطني والتسويق الرقمي كفيلة بإنقاذ الموسم السياحي
العقبة تفتقر لمدينة رياضية متكاملة وقصر للمؤتمرات ومعبر الدرة وميناء الركاب بحاجة للتطوير
صدى الشعب – رائد صبحي
أكد الخبير السياحي ونائب أمين سر غرفة تجارة العقبة أسامة أبو طالب خلال حديث خاص لصدى الشعب على أن القطاع السياحي بالمملكة
يعتبر من أهم الروافع الاقتصادية داخل المملكة لما تتمتع به المملكة من مقومات سياحية جاذبة حيث تمتاز الأردن بالتنوع الفريد في الأماكن السياحية وفي مقدمتها البتراء كأحد عجائب الدنيا السبع كما أن القطاع السياحي يسهم بشكل كبير في تحقيق النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل
وأشار ابو طالب الى أن الأردن لايزال غير معروف بشكل كافٍ في الأسواق الدولية بالرغم من تنوع المنتج السياحي ، مما تسبب بقلة أعداد السياح الذين يختارون المملكة كوجهة سفر مفضلة
وتابع أبو طالب بأن القطاع السياحي واجه العديد من التحديات خلال الأعوام السابقة والتي تمثلت بأزمة كورونا والحرب على الأهل في قطاع غزة حيث ساهمت الأحداث السياسية التي تشهدها المنطقة بتراجع القطاع السياحي في المملكة على وجه العموم و في العقبة على وجه الخصوص
ونوه أبو طالب إلى أن القطاع السياحي بالمملكة بات يعاني من صعوبات عديدة أضرت به نتيجة عقم التسويق السياحي والترويج بالطريقة التقليدية والتي باتت مستهلكة وغير مجدية في ظل التطور التكنولوجي والثورة الرقمية
تدابير عملية لإنقاذ الواقع السياحي
ودعا أبو طالب إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات والتدابير اللازمة لإنقاذ القطاع السياحي بالمملكة ومناطق المثلث الذهبي والعقبة على وجه الخصوص
وتتمثل الإجراءات بحسب أبو طالب بإعادة العمل بالبرامج التكاملية او السياحة البينية بين دول الجوار مثل مصر وفلسطين والسعودية بحيث تروج البلاد العربية كوحدة واحدة في التسويق السياحي
وأكد أبو طالب على أن الترويج الإلكتروني والتسويق الرقمي من خلال استقدام وانتقاء بعض المؤثرين بعناية وحسب الاسواق المستهدفة يساهم كبيرا بتسويق العقبة كمقصد سياحي واستثماري على الخارطة الإقليمية والعالمية
ودعا ابو طالب المسؤولين الى اجتراح العديد من الحلول الابداعية في الترويج السياحي مثل الترويج الرقمي واستخدام مواقع الويب والتواصل الاجتماعي والمدونات بهدف تحسين ظهور الاردن كوجهة سياحية في محركات البحث و عبر تقديم محتوى جاذب بالاضافة لانشاء حملات دعائية تستهدف فئات معينة من السياح باستخدام البيانات الديموغرافية والسلوكية لمرتادي مواقع التواصل الاجتماعي
وتابع ابو طالب بالقول ( بأنه يمكن للأردن تحقيق نجاح مستقبلي في جذب السياحة الأجنبية من خلال تبني استراتيجيات فعّالة للترويج للوجهات السياحية الرائعة ومنها العقبة على وجه الخصوص و التي تشكل أحد أضلاع المثلث السياحي الذهبي والعمل على ان تكون منطقة سياحية متميزة ( Stand-alone Destination) كحل فعّال لجذب السياح الأجانب لما تتميز به من موقع استراتيجي على البحر الأحمر ويمكن أن تكون مثالية للسياح الذين يرغبون في استكشاف الغوص والغطس والرياضات المائية الأخرى مثلما انها تتمتع ببنية تحتية متطورة تتضمن فنادق فاخرة ومنتجعات سياحية، مما يسهل عملية استقطاب السياح إليها مستدركا بالوقت ذاته بأنه يجب ان تتزامن هذه الامور مع تنوع الفعاليات السياحية والأنشطة الترفيهية والثقافية في العقبة، مما يسهم في جذب فئات مختلفة من السياح
وأردف ابو طالب بضرورة ترويج العقبة والمناطق السياحية بالمملكة بشكل أفضل كوجهة مميزة وفريده مع التركيز على جودة السعر والخدمات المقدمة والمنتجات الفريدة، لزيادة الميزة التنافسية لها، حيث سيكون من الجيد بأن يتم الاستعانة بارقام واحصاءات مثيرة للانتباه للسائح الاجنبي تحديدا. مثل (ميزة آخر حيد مرجاني في شمال الكرة الأرضية، درجات حرارة مياه البحر المعتدله صيفا شتاءً، ونقاء المياه، ميزة ثاني اهم مسار لهجرة الطيور في العالم، ميزة أقدم مدينة اثرية اسلامية مدفونه تحت البحر، ميزة جبال رم الوردية واقدم نقوش ثمودية في العالم ، محمية رم الطبيعية، و ٢٧ موقع غوص مختلف، …)…
ودعا أبوطالب إلى تنويع المنتج السياحي بهدف إطالة مدة مكوث السائح القادم لمدينة العقبة والمملكة مثل التركيز على سياحة التأمل والتفكر في وادي رم والسياحة الدينية وسياحة الغطس والمغامرات والرياضات الصحراوية
الدعوة لوجود ناقل جوي وطني
كما دعا ابو طالب إلى وجود ناقل وطني جوي منتظم ومنخفض التكاليف داخل المملكة بهدف تنشيط السياحة بالاضافة
لدعم الطيران العارض ومنخفض التكاليف لما له من إثر إيجابي في تحسين الحركة السياحية داخل المملكة
وتسويق العقبة كوجهة سياحية حيث ان هناك عدة طرق يمكن أن تسهم في رفد السياحة والتي تتمثل بتوفير خيارات سفر ميسرة و تقديم تذاكر جوية بأسعار معقولة، مما يجعل السفر إلى الأردن أكثر يسراً ومناسباً لشرائح أوسع من السياح بالاضافة لتعزيز الحركة الجوية باستحداث و جهات و رحلات جوية جديدة وبأسعار منافسة، مما سيزيد النمو في حركة السفر إلى الأردن، ويعزز السياحة ويسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي
و طالب أبو طالب باستحداث خطوط جوية منتظمة مع دول جنوب شرق آسيا مثل أندونيسيا وماليزيا والصين والهند بهدف استقطاب المزيد من السياح في تلك المناطق للمملكة بعيدا عن الاحداث التي تشهدها المنطقة
وأكد ابو طالب على ضرورة تقديم توضيحات إضافية لوكلاء السفر والسياحة حول العالم بشأن الأوضاع السياحية في الأردن مشير الى أن تحقيق أي نجاح مستقبلي في جذب السياح الأجانب والمحليين يتطلب استراتيجيات شاملة وتفصيلية ، والتي ترتكز على توفير تجارب سياحية استثنائية وجذابة للزوار. بحيث تكون منطقة العقبة حلاً فعّالاً لزيادة السياحة الأجنبية في الأردن، شريطة أن يتم تطويرها وتسويقها بشكل صحيح لتلبية احتياجات وتوقعات السياحة المحلية والعالمية
تنوع المنتج السياحي
واشاد أبو طالب ببرنامج أردننا جنة والذي ساهم بتنشيط موسم التخفيضات داخل مدينة العقبة داعيا بالوقت ذاته الى وضع استراتيجية سياحية متكاملة وتفعيل المجلس الاعلى للسياحة بالشراكة مع القطاع الخاص داعيا الى العمل على وضع برامج سياحية طويلة ومتنوعة اكثر (نهارية، ومسائية) تساهم في اطالة مدة مكوث السائح بالعقبة
وايجاد برامج ومنتجات سياحية تناسب مختلف انواع الزوار وتحديدا الزيارات العائلية والاطفال واليافعين التي تكاد تكون مفقوده في اي برامج تخصهم. وان وجدت فاسعارها مرتفعه جدا وفئوية
ضرورة وجود قصر للمؤتمرات وتطوير معبر الدرة وميناء الركاب
وأشار ابو طالب الى افتقاد العقبة لبعض المنشآ مما يجعل القطاع السياحي عرضة للعديد من الفرص الضائعه وعلى رأسها عدم وجود قصر للمؤتمرات و المعارض و عدم توفر مدينة رياضية متكامله الأضلاع من ملاعب كرة قدم و سله و يد و مسابح رمليه مع ضرورة إنشاء فندقين من فئات الخمس و الأربع نجوم داخل هذه المدينه مما سيشكل عنصر جذب مثالي من السياحة الرياضية و سياحة المعارض و المؤتمرات للمدينه
وأردف أبو طالب بالدعوة لتطوير البنى التحتيه للمعابر الحدودية و على رأسها معبر الدرة الحدودي بين الأردن و السعوديه لما لهذا التطوير من آثار ايجابيه في تسهيل تجارة الترانزيتودخول القادمين والمغادرين من والى المملكة بشكل سلس
ونوه ابو طالب الى ان ميناء الركاب بين العقبه و نويبع البحري لا يلبي متطلبلت العقبة كمقصد سياحي واستثماري وهو بحاجة لتطوير الخدمات الارضية و صالات انتظار للقادمين و المغادرين كما أنه عنصر طارد للسياحه الاجنبيه من أفريقيا و مصر تحديدا
وختم ابو طالب بالدعوة الى وجود خريطة سياحية واستثمارية واضحة للسياحة والمستمرثين القادمين للمملكة ليتسنى للمستثمر والسائح اختيار الوجهة التي يفضلها بالاضافة للإعلان الكافي والوافي عن الحوافز والاعفاءات الجمركية للسائح والمستثمر كما في العديد من الدول المتقدمة