حازم الخالدي
” إسرائيل ” لا تريد وقف إطلاق النار ، ومن ينام في السرير معها أيضا لا يريد وقف إطلاق النار، بل هو شريك أساس في الحرب التي وصلت إلى 110 أيام ، لم تنقطع فيها الضربات الجوية والقصف عن غزة، وتواصل جيش الابادة الجماعية القتل والتدمير حتى اندثرت كل مكونات الحياة في القطاع، وما يزال صامدا ولم يستسلم كما يريد البعض.
عند يقول رئيس حكومة الاحتلال أن من قُتلوا من جيش الاحتلال الصهيوني في يوم خان يونس لن يوقف مساعي جيشه لتحقيق النصر، هذا يعني اعترافه أن جيشه لم يحقق النصر لغاية الآن وأن النصر بيد المقاومة التي تدافع عن غزة وشعبها بكل بسالة.
رئيس حكومة الاحتلال يطيل الحرب من أجل تحقيق النصر الذي يريده وفق الأهداف التي وضعها أمام حكومته، ولا أحد في العالم رغم كل ما يحصل في غزة من تدمير وإبادة جماعية يفرض عليه وقف إطلاق النار بما فيها الولايات المتحدة الأميركية ، ولا حتى شعبه الذي أصبح ينادي بوقف إطلاق النار من أجل الرهائن الذين تحتجزهم (حماس) منذ السابع من أوكتوبر، ففي أخر استطلاع فإن ما يصل إلى 80% من الإسرائيليين يعتقدون أن (نتنياهو) يجب أن يستقيل الحرب، لأنه فشل في إدارة الحرب وتحرير الرهائن.
معظم زعماء الأحزاب الاسرائيلية يضغطون لإزاحة نتنياهو عن كرسي رئاسة الحكومة ، وتقديمه للمحاكمة، والبعض بدأ في الكيان المحتل يتساءل إلى أين سيأخذنا هذا المجنون في هذه الحرب.. الضغط يتزايد في الداخل الإسرائيلي وفي أميركا ودول أوروبية فيما نحن العرب لا نفعل شيئا؛ ولو وصلت الأمور إلى مرحلة التدمير الشامل للأرض والإنسان، ولن تهزنا كل الجرائم والمجازر التي تحدث في غزة ، فأصبحنا مثيرين للشفقة..
لم نسمع حتى الآن أن العدوان في غزة وصل إلى مرحلة المجاعة، وأصبح الناس في هذا القطاع يطحنون علف الحيوانات لإطعام أطفالهم بعد أن انقطع دقيق القمح عن الوصول اليهم. إنها كارثة حقيقية وسط هذا الصمت العربي أولا قبل الصمت الدولي.
رغم كل ما يجري ورغم خطورة الأوضاع وجريمة الابادة الجماعية لا أحد يفهم أن الدفاع عن الأرض والوطن ليس ارهابا.