عبدالرحمن البلاونه
إن ما تعرضه بعض وسائل الإعلام لبعض المشاهد المأساوية، من مجازر الإبادة الجماعية التي تنفذها آلة البطش الصهيونية بحق الأطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة، وفي وضح النهار وعلى مرأى من العالم يعد جريمة إنسانية لا تُغتفر، وتمثل تحللاً فاجراً من القواعد الأخلاقية والمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، وأن كل ما ينادي به من حقوق للطفل وللمرأة وللإنسان، ما هي إلا أكاذيب، ومزاعم ومحض افتراء، فلو كان المجتمع الدولي مجتمعاً متحضراً وانسانياً كما يدعي، لرفض المجازر التي تنفذها قوات الغدر الصهيوني بحق المدنيين الأبرياء، التي تملأ جثثهم الشوارع والطرقات في قطاع غزة، لتصبح طعاماً للكلاب الضالة والقوارض، وتنذر بتفشي الأوبئة والكوارث البيئية والصحية ، فضلاً عن خطورة وإمكانية تسرب الدماء والسوائل من الجثث إلى المياه الجوفية، خصوصاً إذا كان أصاحبها مصابين بأوبئة وأمراض معدية.
فما تقوم به قوات الغدر الصهيوني من مجازر إبادة بحق الأبرياء، ضاربة بعرض الحائط جميع الاتفاقات والقوانين والمواثيق الدولية ما هي إلا جرائم حرب، يتحتم على المجتمع الدولي الظالم تقديم مرتكبيها للمحاكمة، لكن كيف نرتجي الرحمة من الجلاد؟
كل ذلك أمام أعين المجتمع الدولي الحاقد، الذي يتغنى بحقوق الانسان، ولا يستطيع حماية أبناء القطاع الصامد، بل هو مجتمع متواطئ، يقدم الدعم العسكري لجيش الاحتلال لينفذ جرائمه بحق أصحاب الأرض، وأصحاب القضية الذين يسعون لتحرير أرضهم المغتصبة من الصهاينة المحتلين.
فقتل أبناء القطاع وتشريدهم وحرمانهم من حقهم بالحياة وحرمانهم من الغذاء والماء ودفنهم أحياء جرائم تنفذها قوات الاحتلال بحق شعب حي، شعب جبار، ينوب عن أمة بأسرها، يقدم حياته دفاعاً عن قضيته، وعن أرضه المغتصبة، وعن مقدساته التي يدنسها الصهاينة، لن يثنيه شيء، وليس أمامه سوى النصر أو الشهادة