صدى الشعب – ليندا المواجدة
قدّم استشاري أمراض المناعة الدكتور عادل محمد الوهادنة في حديثه لصدى الشعب ردًا علميًا–طبيًا متخصصًا حول حالة وفاة الطالب يحيى عثمان أبو يحيى – رحمه الله – نتيجة التهاب السحايا البكتيري غير الوبائي، مؤكداً أن الحادثة مؤلمة لكنها لا تشكّل مؤشرًا على وجود وباء وفق المعطيات السريرية وإجراءات الوقاية المتخذة.
التهاب سحايا بكتيري غير وبائي… حالة فردية لا تدل على انتشار
وأوضح الوهادنة أن وصف الحالة بأنها “غير وبائية” يعني علميًا عدم وجود سلسلة عدوى أو انتشار بين الطلبة أو المجتمع، وأنها حالة فردية (sporadic) لا ترتبط ببؤرة عدوى داخل التجمعات الطلابية، مشيرًا إلى عدم وجود أي مؤشرات لانتقال العدوى بين المخالطين المباشرين.
لماذا حدثت الوفاة رغم العلاج؟
وبيّن أن بعض حالات التهاب السحايا البكتيري قد تتطور بسرعة خلال ساعات، لأسباب تشمل:
• تأخر وصول المريض للرعاية الطبية مقارنة ببداية الأعراض،
• قوة الميكروب المسبب،
• الاستجابة الالتهابية العنيفة في الجسم (Cytokine storm)،
• احتمال حدوث صدمة إنتانية خطيرة.
وأشار إلى أن هذه العوامل معروفة طبيًا ولا تعكس فشلًا علاجيًا أو وجود انتشار وبائي.
إجراءات وقائية صحيحة وشاملة لـ 46 مخالطًا
وأكد الوهادنة أن التعامل الطبي مع المخالطين جاء وفق البروتوكول العالمي المعتمد، والذي يشمل:
• إعطاء مضادات حيوية وقائية،
• متابعة المخالطين لمدة 48–72 ساعة،
• إجراء تقييم سريري عند ظهور أي أعراض.
وقال إن هذه الإجراءات تمنع بنسبة تفوق 90% أي احتمال لانتقال العدوى.
حالتان مشتبهتان تبيّن أنهما إنفلونزا
وأوضح أن ظهور حالتين مشتبهتين ثم تبين أنهما مصابتان بالإنفلونزا أمر طبيعي في موسم الشتاء، نظرًا لتشابه بعض أعراضها مع أعراض التهاب السحايا، مؤكداً أن:
• الفحص السريري،
• التحاليل المخبرية،
• وعدم وجود تيبّس في الرقبة أو علامات عصبية،
جميعها أكدت أنها إنفلونزا موسمية وليست سحايا.
لا خطر على جامعة الطفيلة أو المجتمع
وبحسب الوهادنة:
• لا توجد إلا حالة واحدة مؤكدة،
• جميع المخالطين تلقوا الوقاية،
• لا توجد أعراض مشابهة أو إصابات جديدة،
• ولم تُسجل المختبرات أي ارتفاع غير طبيعي في حالات التهاب السحايا.
وبذلك الوضع تحت السيطرة ولا يوجد أي خطر وبائي.
أعراض يجب عدم إهمالها
وشدد على أهمية مراجعة الطوارئ في حال ظهور:
• حرارة عالية مفاجئة،
• صداع شديد،
• تيبّس الرقبة،
• حساسية للضوء،
• تقيؤ متكرر،
• تغير الوعي،
• طفح جلدي مفاجئ.
نسبة الشفاء عالية… والمشكلة الأساسية في التأخر بالعلاج
وأكد أن التهاب السحايا يمكن علاجه ونسبة الشفاء مرتفعة عند التشخيص المبكر وإعطاء العلاج المناسب، لافتًا إلى أن التأخر في الوصول للرعاية الطبية هو العامل الأخطر.
رسالة طبية للمجتمع والطلبة
وختم الوهادنة بالقول إن الحالة فردية وتم التعامل معها بأعلى معايير الوقاية، ولا أساس للهلع، مؤكدًا على:
• عدم إهمال الحمى الشديدة،
• التوجه للمستشفى عند ظهور أعراض عصبية،
• الالتزام بالتطعيمات الموصى بها.
خلاصة علمية
الحالة المسجلة منعزلة وغير مرتبطة بانتشار، والإجراءات الصحية كانت سريعة ومتكاملة، والمجتمع في وضع آمن تمامًا






