صدى الشعب – كتبت رولا حبش
صباح مختلف بدأ اليوم… لم يكن مجرد اتصال هاتفي، بل كان رسالة احترام. تفاجأت بمكالمة من الرائد أمجد عربيات، رئيس قسم الشكاوى في إدارة السير، يستوضح بلُطف واهتمام عن منشور كتبته قبل فترة حول مشكلة مرورية كنت قد طرحتها. لم يتعامل مع الأمر كناقد أو متذمر، بل كمسؤول مؤمن بأن الإصلاح يبدأ من الإصغاء.
هذه اللفتة البسيطة تحمل في داخلها قيمة كبيرة. حين تبادر مؤسسة أمنية بهذا المستوى من المتابعة، فإنها لا تؤدي واجبها فحسب، بل ترسّخ ثقافة جديدة من الوعي المؤسسي والاحترام المتبادل بين المواطن والسلطة. أن يتصل بك ضابط ليسأل عن ملاحظتك لا ليعاتبك، بل ليجد حلاً، فذلك يعني أن الثقة ما زالت ممكنة وأن صوت المواطن مسموع.
هذا الموقف يعكس صورة مشرقة عن الأمن العام الأردني الذي يعمل بصمت ولكن بحسّ إنساني عالٍ، وعن إدارة السير التي لا تكتفي بتنظيم الطرقات بل تسعى لبناء جسر من التعاون مع الناس. فالمواطنة ليست طاعة عمياء، بل شراكة قائمة على المسؤولية من الجانبين.
أقدّم شكري العميق للرائد أمجد عربيات ولكل من يحمل الوعي نفسه، لأنهم يُثبتون أن السلطة حين تملك قلباً يسمع وضميراً يرى، تصبح أماناً لا خوفاً، ووعياً لا سلطة فقط.
هذه التجارب الصغيرة هي التي تصنع الثقة الكبيرة بين المواطن والدولة، وهي التي تجعلنا نؤمن أن الوطن بخير… حين يكون في مؤسساته رجال يفكرون بقلب ويشعرون بعقل…رولا
