الرحاحلة لصدى الشعب : مرصد طيور العقبة قصة نجاح يعزز مكانة العقبة كوجهة سياحية وبيئية
مرصد طيور العقبة مصنف عالميا كأحد أهم الواجهات الخضراء في التكيف مع التغير المناخي والتنوع الحيوي
صدى الشعب – رائد صبحي
أعلن مدير مرصد طيور العقبة المهندس فراس الرحاحلة خلال تصريحات خاصة بصدى الشعب عن بدء موسم هجرة الطيور من شمال اوروبا الى افريقيا مع بداية فصل الخريف لتشكل ظاهرة فريدة من نوعها عند هبوطها بمرصد طيور العقبة كمحطة استراحة بين القارتين للطيور المهاجرة
ويشير الرحاحلة الى أن مرصد طيور العقبة يعد كأحد أبرز النماذج الوطنية في الدمج بين حماية البيئة وتعزيز السياحة البيئية، حيث تحوّل إلى محطة عالمية لعشاق مراقبة الطيور، ورمز رائد للحلول القائمة على الطبيعة في واحدة من أكثر دول العالم شحًا في الموارد المائية.
وجهة عالمية على أهم مسارات الطيور المهاجرة
ووفقا للرحاحلة فإن مرصد طيور العقبة يعد موقعًا استراتيجيًا على ثاني أهم مسار عالمي لهجرة الطيور، المعروف بـ”عنق الزجاجة”، والذي تعبره مئات الآلاف من الطيور المهاجرة بين قارتي آسيا وأفريقيا. حيث سجلت المسوحات في المرصد أكثر من 271 نوعًا من الطيور، وبما يعادل نحو 61% من الأنواع المرصودة في الأردن، من بينها أنواع مهددة بالانقراض على المستويين الوطني والدولي.
حماية تنبض بالابتكار
ونشأ المرصد وفقا للرحاحلة في محيط محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالعقبة، حيث خلقت المسطحات المائية الناتجة عن المعالجة الطبيعية بيئة رطبة اصطناعية جذبت الطيور المهاجرة.
ويتابع الرحاحلة بأن التطور التقني قلص من تلك المسطحات حيث برز التحدي الأكبر أمام استدامة المرصد. بيد أن الشراكة بين الجمعية الملكية لحماية الطبيعة – التي تدير عشرة محميات طبيعية في المملكة وتشرف في بعضها على برامج سياحة بيئية نوعية – وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة – التي تحتضن أكبر محمية طبيعية في الأردن إضافة إلى المحمية البحرية الوحيدة – أفرزت قيمة استثنائية للمرصد، باعتباره فصلًا مختلفًا من الحماية البيئية يقوم على ممارسة البيئات الاصطناعية كحلول قائمة على الطبيعة.
فيما أسفر التعاون عن إنشاء مسطحات مائية بديلة، ضامنة استمرارية المرصد كواحة آمنة للطيور في رحلة هجرتها.
اعتراف دولي يكرّس التميز
ويؤكد الرحاحلة بأن قصة النجاح لم تتوقف عند حدود الأردن؛ ففي عام 2024، صُنّف مرصد طيور العقبة كثاني أهم قصة نجاح عالميًا في فئة البيئة والمناخ ضمن جوائز “الوجهات الخضراء”، ونالت مدينة العقبة شهادة “وجهة خضراء” تقديرًا لنهجها في التكيف مع التغير المناخي وصون التنوع الحيوي.
سياحة بيئية تدعم الاقتصاد
ويستقبل المرصد وفقا للرحاحلة ما يقارب من 10 آلاف زائر سنويًا من مختلف أنحاء العالم، ليحظوا بتجربة استثنائية في مراقبة الطيور خلال رحلاتها المهاجرة. مما يعزز مكانة العقبة كوجهة سياحية بيئية رائدة، ويدعم قطاع السياحة الذي يمثل أحد ركائز الاقتصاد الوطني.
نموذج ملهم للتنمية المستدامة
ويشير الرحاحلة بأن دور مرصد طيور العقبة لايقتصر على كونه موقعًا لمراقبة الطيور، بل أصبح رمزًا وطنيًا للتكيف مع تحديات التغير المناخي وشح المياه، ومنصة للترويج لسياحة مسؤولة توازن بين حماية الموارد الطبيعية وتوليد قيمة اقتصادية واجتماعية مستدامة للمجتمع المحلي، مشكلاً بذلك تقاطع هام في تحقيق اهداف رؤية التحديث الاقتصادي في المملكة






