صدى الشعب _ ليندا المواجدة
مع اقتراب الدورة البرلمانية القادمة يترقب الشارع الأردني ما قد يشكّل سابقة تاريخية في مسار مجلس النواب خصوصًا فيما يتعلق بانتخابات رئاسة المجلس.
الدكتور هايل ودعان الدعجة، النائب السابق يرى أن الانطباع المأخوذ عن مجلس النواب الحالي في سنته الأولى لم يكن بمستوى الطموحات والتطلعات رغم أن انتخابه جاء في إطار تطبيق منظومة التحديث السياسي وهو ما يضع المجلس أمام تحدٍّ أساسي يتمثل في استعادة ثقة الناخبين، وإعادة اعتباره وحضوره في المشهد السياسي والبرلماني الأردني.
ويشير الدعجة إلى أن الفرصة الماثلة أمام المجلس تكمن في انتخاب رئيس قادر على قيادة دفة النقاشات والجلسات من موقع المتمكن والخبير، بما يعيد للمجلس هيبته وحضوره.
فالمطلوب شخصية مؤهلة ذات خبرة سياسية وبرلمانية تملك القدرة على إدارة التحديات المقبلة خصوصًا في ظل التعاطي مع مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وما تحمله من آمال لتجويد أداء مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها المجالس النيابية والحكومات.
ويؤكد أن التعامل مع هذه المخرجات يقتضي ترجمتها إلى قوانين وتشريعات تدعم العمل الحزبي البرامجي المؤسسي، بما يعزز دور المجلس كممثل حقيقي للشارع الأردني الذي فقد ثقته في البرلمانات السابقة، والانتخابات، ومسارات الإصلاح.
كما يشير الدعجة إلى أن أهمية اختيار رئيس للمجلس لا تقتصر على الداخل الأردني فقط، بل تأتي في ظل مرحلة حساسة على المستوى الإقليمي، خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والتطورات الجارية، وما يترتب على ذلك من تداعيات مباشرة على الأردن.
وهو ما يجعل دور المجلس أكثر حساسية ومسؤولية في اتخاذ مواقف برلمانية متزنة وداعمة لمصلحة الوطن واستقراره، بما يعكس قدرة النواب على التعامل مع الملفات الوطنية والدولية بحكمة واحترافية.
ويضيف الدعجة أن شخصية الرئيس المنتخب ستكون بمثابة الإشارة الأولى التي ستحدد على أساسها نظرة المواطن إلى أداء مجلس النواب في المرحلة المقبلة، وما إذا كان قادرًا على تغيير الصورة النمطية السلبية عنه، وفرض حضوره في المشهد السياسي والحزبي الجديد، من بوابة الإصلاحات الملكية.
ويخلص إلى القول إن المطلوب من أعضاء المجلس أن يحسنوا الاختيار هذه المرة، بحيث يقع تصويتهم على شخصية وازنة، تتحلى بالخبرة البرلمانية اللازمة لوضع الأداء النيابي على المسار الصحيح. ويبقى السؤال المطروح: هل هذه الشخصية البرلمانية موجودة فعلًا ؟






