كتب : أسعد العزّوني
برز الثائر المغربي محمد عبد الكريم الخطابي في فنون مقاومة الإحتلال ،وكان أول من إبتكر حرب العصابات وحفر الأنفاق التي توصل لمعسكرات العدو،وتعلّم منه كل من تشي جيفارا وهو شي منه وماو تسي تونغ،ولقب بأسد الريف وشيخ مقاومي الإحتلال ،وينتمي لمجموعة عمر المختار الليبي الأمير عبد القادر الجزائري،وأسس جمهورية الريف وبدأ بتعليم الناس أصول دينهم الصحيح بعيدا عن الهرطقات والشعوذة،وكبد الإحتلال الإسباني والفرنسي والأمريكي خسائر كبيرة،وإستلهم منه قائد الثورة الفيتنامية العم هوتشي ملحمة الحرية،وفنون حرب العصابات وحفر الأنفاق مثل نفق كوتشي ،وإستعان به العم هو تشي منّه بتوجيه رسالة للعرب المشاركين في الإحتلال الفرنسي عبر الإذاعة، كي يتركوا الجيش الفرنسي.
ألهم الخطابي الثائر العالمي المعروف تشي غيفارا فنون حرب العصابات أثناء زيارته له أثناء إقامته في مصر كونه أول من إبتكر ذلك ،مع أن هناك من يظن خطأ أن غيفارا هو مبتكر حرب العصابات،وكان الخطابي ملهما لثوار آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية،وإهتزت له عروش الجبابرة والطغاة في العالم،وكان قدوة لثوار فيتنام ،ولا شك أن أنفاق غزة وجنوب لبنان مأخوذة من تراث الخطابي،وهو قائد معركة أنوال ضد الأسبان عام 1921 وألحق الهزيمة بهم رغم الفارق في العدد والعدة.
خاض محمد عبد الكريم الخطابي بعد معركة أنوال العديد من المعارك ،وغنتصر فيها بالعقيدة التي تعد الأقوى من النووي والبي 52 وال إف 35 والصواريخ الباليستية،لكن الفرنجة إخترقوه من الداخل وجنّدوا العديد من الشيوخ المهرطقين ،إلى درجة انه لم يبق معه سوى 200 ثائر فقط،وفي نهاية المطاف تمكنوا من إختطافه ونفيه إلى إحدى جزر المحيط الهاديء لمدة 20 عاما،لكن جنود الملك فاروق وإبان لجوء السفينة الفرنسية التي كانت تنقله لمنفى آخر ولجأت إلى مصر للتزود بالوقد حرروه من الخطف،وعاش لاجئا في مصر حتى العام 1963.
تعلّم منه ثوار فلسطين فنون حرب العصابات قبل تأسيس مستدمرة الخزر الصهيونية الإرهابية التلمودية ،وخلال زيارة الراحل عرفات إلى الصين ،ولقائه الثائر ماوتسي تونغ ،طلب منه تعليمه فنون القتال لمقاومة الإحتلال،فرد عليه ماوتسي تونغ :كيف تطلبون مني نصيحة ولديكم مقاوم كبير مثل عبد الخطابي؟وقال أن أول درس تعلمه في حرب التحرير الشعبية هو تجربة النضال والكفاح الذي قاده الخطابي في المغرب.
