صدى الشعب – عبدالرحمن البلاونة
مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد، هناك، في منطقة الظليل التابعة لمديرية تربية الزرقاء الثانية، وكما أفاد رئيس مجلس التطوير التربوي في قضاء الظليل، الأستاذ خالد غوري المسند، أن حوالي 380 طفل، في عدة أحياء، محرومين من الالتحاق برياض الأطفال، يناشدون وزير التربية والتعليم، تحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، ويطالبون بحقهم في التعليم، كغيرهم من الأطفال، الذين أتيحت لهم الفرصة للالتحاق برياض الأطفال في المدارس الحكومية، التي عجزت عن استيعابهم.
ليس لهم ذنب بذلك، فهم ينتمون إلى أسر أردنية عفيفة، دخلها محدود، في المناطق الأقل حظاً، وفي ظل ظروف اقتصادية صعبة، يواجهونها، هم وأسرهم ولا يستطيعون الالتحاق بالروضات الخاصة، وهذا ما أكده المختار عارف القعير، والسيد حامد الشاوي، وغيرهم من أبناء الظليل، الذين أكدوا أن مناطقهم مهمشة، وأطفالهم مظلومين.
هؤلاء الأطفال وأولياء أمورهم، يناشدون الحكومة اتاحة الفرصة لهم كأقرانهم، لتلقي العلم في هذه المرحلة، ويتمنون أن تسعى لإنشاء مباني لتكون رياضاً لهم، قبل سعيها لإقرار قانون الطفل الذي يتيح لهم حرية الاعتقاد والارتداد وتغيير ديانتهم، والتمرد على أسرهم.
كما يتمنون أن تتاح لهم فرصة الاتصال مع المسؤولين للمطالبة بتأمينهم وحصولهم على حقهم بالتعليم كغيرهم من الاطفال، قبل أن يتاح لهم الاتصال مع مقدمي خدمات المساعدة القانونية دون قيد.
إن ما نسمعه من المسؤولين حول حقوق الطفل في التعليم، وعن سعيهم لجعل هذه المرحلة من ضمن مرحلة التعليم الالزامي، كما نصت عليها الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، يجب أن نراه مطبقاً على أرض الواقع، ولجميع الأطفال في جميع مناطق المملكة دون تحيز أو تمييز.
ويمكن ايجاد الحلول وإن كانت مؤقتة، بأن يكون دوام الروضة بالتناوب، ثلاثة أيام بالأسبوع، أو على نظام الفترتين، وهناك مباني حكومية مهجورة، يمكن صيانتها، واستثمارها لتكون روضة للأطفال، وهناك أيضاً، في بعض المدارس غرف يمكن استخدامها كصفوف لأطفال الروضة.
إن حل هذه المشكلات ليس صعباً، لكنه بحاجة إلى إرادة وجرأة من مسؤول غيور، يتقي الله، ويعمل بجد واخلاص وتفان، لخلق جيل منتمي لوطنه، ومخلص لقيادته، يضحي بروحه وبما يملك، للحفاظ على أمن وطنه واستقراه.