صدى الشعب – رائد صبحي
تشهد أسواق الأسماك في مدينة العقبة إقبالاً ملحوظاً من المواطنين لشراء الأسماك، حيث يزداد الطلب على أسماك السردين والناجل والدنيس لطعمها الشهي ولما تحتويه من عناصر غذائية غنية بالمعادن والبروتينات وفتامين “د” واليود.
“الصيادية” تتسيد المائدة العقباوية وتعد الأكلة الشعبية والطبق المفضل للعديد من العائلات في المدينة نظرًا لارتباطها بالموروث الشعبي العقباوي، وتعتبر أسماك الدنيس والناجل والهامور والفارس الخيار المفضل على المائدة العقباوية لطعمها الشهي وخصوصًا عند طهيها على الطريقة العقباوية.
ويؤكد الصياد صالح المغربي، أحد أشهر معدي طبق الصيادية في العقبة، أن المطبخ العقباوي لا يخلو من طبق الصيادية على مائدة الطعام طوال أوقات العام وذلك لما تمثله هذه الأكلة من مذاق خاص عند العائلات العقباوية.
ويضيف المغربي خلال حديثه لـــ”صدى الشعب” أنه عمل في مهنة الصيد وإعداد طبق الصيادية لأكثر من ٥٠ عامًا
ويصف المغربي رحلات الصيد بالجميلة بالرغم من الصعوبات التي تواجه الصياد خلال رحلة الصيد والتي تتمثل باشتداد سرعة الرياح وظهور أسماك القرش وارتفاع منسوب الأمواج .
ويقول المغربي، إن رحلات الصيد تبدأ منذ الصباح الباكر، حيث يقود الرحلة الريس، وهو كبير الصيادين، وتشق الرحلة عباب البحر على أنغام السمسمية العقباوية لتنتهي ليلاً بتقاسم الصيادين الأرزاق التي كتبها الله لهم ليأخذوا حاجتهم ويبيعوا الفائض عن حاجتهم للمطاعم والفنادق وسط أجواء لا تخلو من الدعابة والفرح.
ويؤكد المغربي تمسكه بمهنة الأباء والأجداد، لاسيما وأن مهنة الصيد وإعداد أطباق الأسماك تعتبر تراثية ومرتبطة بتاريخ العقبة القديم.
وعن طريقة إعداد الطبق، يشير المغربي إلى أن كل زبون يفضل طريقة معينة سواءً بشواء السمك أو قليه أو سلقه لكن هناك طريقة عامة ومشهورة في العقبة، حيث يتم نقع السمك ثم تتبيله وقليه، بالإضافة إلى نقع الرز لفترة نصف ساعة ثم تقطع رؤوس السمك ويتم سلقها وبعد سلق الرؤوس تؤخذ المرقة ويتم خلطها على الخلاط مع كمية من البصل المحروق وحسب رغبة الزبون.
وبعد ذلك يتم إضافة المرق والصوص إلى الرز ليترك على نار هادئة كي يستوي ثم يضاف السمك المقلي أو المسلوق على الرز ويزين بالليمون والبقدونس ويضاف إلى جانبه مرقة الصوص ليقدم طبقًا شهيًا على مائدة الطعام.
الخبير في التراث العقباوي عبدالله المنزلاوي، يرى أن الصيادية تعد معلمًا من معالم التراث العقباوي، ويقول: لكل مجتمع صفات خاصة تميزه عن غيره والأكلات الشعبية، هي إحدى الميزات وبالنسبة لأهل العقبة فقد تميزوا بمادتين رئيسيتين هما البلح والسمك “.
ويتابع المنزلاوي، فيقول: لقد تفنن أهل العقبة في طبخ السمك، فأعدوا منه عشرات الأكلات والتي من أبرزها الصيادية، وكفتة السمك، ومقلوبة السمك، وكبيبة السمك، والطرطور(سمك بالطحينة) والطاجن (سمك على طريقة الزرب).