صدى الشعب – كتبت: المستشارة والكاتبة التربوية د.ريما زريقات
جاء تطوير الثانوية العامة استجابة لتوصيات الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية عام 2015 وبتوجيهات سيد البلاد حفظه الله ورعاه لمعالجة الضغط الأسري والمجتمعي والابتعاد عن الممارسات التقليدية في عقد امتحان الثانوية العامة وتوفير الجهود والمبالغ الطائله في اجراءات عقد الامتحان والتصحيح وغيرها كذلك معالجة قضية الغش وتسهيل عقد الامتحان وتصحيحه وتحليله من خلال بنوك الأسئلة حيث تعتبر بنوك الأسئلة تطبيق للنظريه الحديثة في القياس وميزاتها المتعددة .
جاء تطوير الثانويه العامه حاليا من قبل وزارة التربية والتعليم ليزيل قلق الطالب والأسرة ويعطي الطالب المجال للتقديم أكثر من مرة ،كذلك يعطيه المجال والخصوصية في اختيار المباحث حسب ميوله ورغباته ، لكن هذا التطوير لا بد ان يقف ويأخذ الجوانب المتعلقة بالطالب نفسه من الناحيه النفسية والاستعدادية والقدرة والطاقة الاستيعابية .
هنا لا بد من الاشاره الى أن وزارة التربية والتعليم يجب أن تراعي القدرة والطاقة الذهنية الاستيعابية للطلبة بخصوص المباحث ، حين يتم وضع المواد الانسانية فقط في الأول الثانوي وتلزم الطالب السير بإتجاه واحد وهو على الأغلب الحفظ وهنا المعضلة ، أيضا كثير من طلبتنا يعتبر الأول ثانوي محطة راحة واستعداد للثانوية العامة أو محطة بذل أقصى الجهود من قبل غالبية الطلبة الذين يبدأوون الدراسة في الأول الثانوي .
السؤال هل يستطيع الطالب العلمي مثلا تحمل ضغط المواد الانسانية مره واحده دون تغيير النمط الفكري ؟! وأيضا هل يستطيع الطالب تحمل ضغط المواد العلمية بالثاني الثانوي مثلا مرة واحدة دون التنويع ؟! لابد من اعادة النظر وتنويع المباحث المختلفة .
أيضا تطوير الثانوية العامة لايعني تأهيل الطالب للحياة الجامعية أو العملية هنا ، لذا لا بد من تدريس مبحث أو مقرر مدرسي دون احتسابها كعلامة ناجح ، راسب فقط ، مثلا مبحث مهارات حياتية وطرح محتوى كيف يتعامل الطالب مع التحديات مثل القلق ، الخوف ، التنمر ، مشكلة امتحان كيفية استرجاع المعلومة ، مشكلة سلوكية ، مشكلة مجتمعية لزيادة وتأكيد الثقة بالنفس ، تناسينا ونسينا يبدو أن طلبتنا ليسو بخير من حيث المستوى التعليمي وهذا يجعل البعض غير واثق ومؤكد لذاته ، ناهيكم أن بعض الطلبة يملون من الضغط أو الاحساس بالمسؤولية لعامين متتاليين فهم ما زالوا بمرحلة المراهقة قمة عنفوان الشباب ، هذه التداعيات هي التي تتعلق بالطالب نفسه .
وبالرغم من أن التطوير يخدم الأسره من حيث قلق الأسره والضغط الأسري والضغط المجتمعي ، الا أننا سنجد بعض الأسر تريد الدورة الواحدة وتعتبر النظام الجديد ضغط اسري لمدة عامين أو ثلاثة أو أربعة حيث قد يكون للأسره إبنان مثلا أو ثلاثه متتاليين .
حقيقة بشكل عام التغيير دوما يقابل بالرفض على الأقل من مجموعة وليس الجميع مؤكدا ، نحن مجتمع لا نحب التغيير ونحب الاعتياد ، أتذكر عام 2019 حين تم اقرار الدورة الامتحانية الصيفية الواحدة كيف كان رد الفعل والعنف الذي قوبل به القرار وكان أحد أبنائي حفظه الله ورعاه طالب توجيهي فقمت بكتابة منشور على الفيسبوك كتبته كأم قبل أن أكون تربوية وجاب المملكة بأكملها وتواصل معي الكثيرين من أولياء الأمور والأمهات وطلبوا مني تزويدهم ببرنامج للدراسة للفصلين لامتحان الثانوية العامة والشكر لله اقتنع الكثيرين بذلك وكان موفقا ، وأذكر أن معالي الأستاذ الدكتور وليد المعاني قد قام بمشاركة منشوري هذا على صفحة الفيسبوك الخاصة به وقد كنت وقتها مديرة شؤون تعليمية وفنية .
الأمور جيدة وباذن الله ستحقق توجيهات سيد البلاد بكل حرفية وشمولية لجميع العناصر والمدخلات التربوية والتعليمية والبيئة المناسبة بروح الفريق وليس الرأي الواحد فلن ينجح عمل دون الفريق وروح الفريق ، كل عام وأنتم والوطن بألف خير وعافية …..