صدى الشعب – كتب سالم المحادين
أتمنى لو كان بوسعي أن أخبر جميع من يتعاملون معي أنني لست ذلك الشخص الذي يمرر للآخرين عبر ما يقول رسالة قذرة أو خبيثة بطريقة غير مباشرة، وهذا عائد إلى عديد الأسباب.
أولًا: أنني أفترض من الأساس ( جدلًا أو هبلًا ) أن الآخرين لا يضمرون لي إلا ما أضمره لهم من حسن نية، لذا فإن فكرة وجود من يستحق ردي السلبي غير واردة، ثم وإن وُجد من يذكُرني بسوء فإن العلاج في قاموسي هو كي العلاقة من جذرها أصلًا وعدم الاستمرار في مستنقع مهترئ.
ثانيًا: أن نصيبي من التلاعب بالألفاظ مخصص بكامله للكتابة، أتفنن بالمعاني مُرسِلًا الفكرة إلى زاويةٍ خاصةٍ بالخيال الشرس فنعود من هناك بحصيلةٍ مُرضية، أراوغ الحرف وأكتب نصًا ما، تقرأه فيعجبك فتبتسم، أو لا يعجبك فتمر عنه مرور الكرام بلا سوء يمسك، خُبثي أدبيٌ فحسب.
ثالثًا: اعتقادي الجازم أن في دواخل كل واحد منا ما يكفيه من الهموم والمسؤوليات والمتاعب ما وجب أن يدفعه ليقل خيرًا أو يصمت، لم نُخلَق لنكون إضافات محبطة لبعضنا البعض، لذا من الصعوبة بمكان أن ألجأ للبوح بما قد يتعب غيري، صراحة أو غمزًا ولمزًا.
رابعًا: أن رسالتي السامية المتأصلة غير المفتعلة تتمثل في أن أحب لغيري ما أحب لنفسي، مقاومًا باعتدال وحنكة ما يتراءى أمامي من مزايا يمتلكها غيري وربما تتعبه مذكرًا نفسي بأن لدي ما قد يفتقده ولكل امرئ نصيب، أتشبث بالقناعة وأربي نفسي عليها في كل حينٍ ولحظة، هذا كافٍ كيلا تجهد نفسك في إرسال تهميش أو سوء مبطن إلى أحدهم.
خامسًا: الملافظ سعد وهنيئًا لمن كان رزقه من الدنيا لين قلبه، أحاول ما استطعت ترك غيري وشأنهم، أعشق كثيرًا آية قرانية كريمة في سورة الكهف: ( وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا )، فعلى كل ما سبق ليتنا نتوقف عن محاولات تافهة لجرح بعضنا البعض، سرًا وفي العلن.
salem.mahdeen@yahoo.com