لتعرف (ما بعد ) عليك ان تفهم ( ماقبل) للتتضح لك الصوره ويثبت لديك الدليل في استشراف ال مابعد.
اذا اردت ان تفهم ما بعد غزه فعليك ان تعرف ما قبل 7 اكتوبر
من الدقة والصبر والثبات في بناء المقاوم الغزّي عقيدة ووطنية وصناعة جغرافيا الانفاق المقاوِمة ، واذا اردت ان تفهم ايران القوة النووية والتاثير السياسي خارج جغرافيتها، عليك أن تفهم التفاصيل التي تصنعُ بها السجادة الايرانية حيث يبدأ الزوجان في ايران بعقد خيطين بصنارتين اول يوم زواج لتكتمل السجادة بعد عشرين سنة فترى سجادة مكتملة البنيان باهرة الجمال تتوارثها الاجيال أفكارا يعمِّدونها بالدم لتبقى فكرة مظلومية عليٍّ حاضرة في ذهنية الاجيال تشحذها للمقاومة والدفاع لصناعة الما بعد.
بتنا نرى اليوم ال مابعد من قراءة ال ماقبل؛
ماقبل كورونا ليس كما بعدها ( ولادة محركات تغير نمط حياة السكان)
وماقبل اوكرانيا ليس كنا بعدها ( ولادة ثلاثية الاقطاب ربما)
وما قبل البركس ليس كما بعدها ( فك الارتباط بين الاقتصادات الشرقية عن الغربية وبالضرورة تلاشي الاحادية القطبية )
وما قبل الامم المتحدة ليس كما بعدها ( ثبات فشلها الوجودي معنويا وتأثيرا على القرارات الاممية وفحص مصداقيتها امام العالم نقلا مباشرا اما كمرات التلفزة).
وما بعد غزة لن يكون كما بعدها ( ظهور عملي لكيانات مقاومة – حماس، الحوثي، حزب الله، الحشد الشعبي- تتحد على مشروع تحرري واحد يعيد ترتيب المشروع الوجودي الصهيوني كدولة غير محدودة الحدود.
وهنا يبرز السؤال الصعب لدول الجوار
هل سيكون ما بعد الدولتين كما قبلهما؟
لتعرف مابعد عليك أن تفهم ماقبل