تناقض الروايتين الإسرائيلية والايرانية حول الصاروخ ألذي سقط قرب مفاعل ديمونا وغياب الرواية السورية يؤكد أن ساحتها وارضها وشعبها (سوريا) محل تجارب واختبارات للمواجهة بين طهران وتل أبيب وأن الصاروخ ليس طائشا كما تدعي إسرائيل بل طافشا منزلقا ومنطلقا لوحده.
إسرائيل تريد منع انزلاق واشنطن والغرب من الوصول إلى الإتفاق مع إيران على خطة العمل المشتركة (اتفاقية نووية)وترى أن إيران المقيدة هي المفيدة لها وللمنطقة وأن صواريخها الطائشة لا تحييدها عن الهدف الاستراتيجي لها ولحلفائها في المنطقة
افيخاي ادرعي قدم رواية مشروخة ادعي أن الصاروخ طائش وانزلق نحو شمال ديمونا وأنه من نزع سام 5 وأقر بفشل القبة الحديدية باعتراضه، وضمنيا اعترف أنه وصل إلى مكان خطير أمنيا دون تفاصيل أخرى، فيما الحرس الثوري الإيراني قال أن الصاروخ من نوع فاتح 100وانه جرى اطلاقه لتوصيل وإرسال رسالة مفادها اننا قادرون على الوصول إلى مواقعكم الحساسة ولا نريد كارثة ومداه يصل إلى أكثر من 300كم، أي لا نريد تدمير ديمونا الآن، فيما غياب الرواية السورية زاد من التكهنات وأعطى
إشارة أن المواجهة إيرانية إسرائيليةصاروخ طائش ردت عليه إسرائيل سريعا، فارسلت مقاتلاتها الحربية وقصفت بطاريات صواريخ طافش وأخواتها قرب دمشق واعترفت سوريا باصابة أربعة جنود لها، والقصة كلها يمكن اختصارها في أن التقارير الاستخباراتية الغربية سربت لإيران رسالة مفادها وجود خطط إسرائيلية لتدمير مفاعل نطنز ألذي وضعت فيه أجهزة تخصيب لليورانيوم بمستوى 60 ٪ وأن الاستخبارات الروسية أكدت ذلك لطهران، فجرى انزلاق الصاروخ الطائش كرسالة تحذير لإسرائيل مفادها إذا اقدمتم على تدمير منشاتنا النووية فإن الرد سيكون بتدمير ديمونا بصواريخ إيرانية من سوريا أو لبنان ولن تكون طافشة ولا طائشة هذه المرة.
واشنطن تلقت احاطة لما حدث وقدمت رواية قريبة من الرواية الإسرائيلية لكنها ا من خلف الكواليس حذرت تل أبيب من أي مغامرة عسكرية مؤشرة على سلسلة العمليات الإسرائيلية ضد السفن الإيرانية إضافة إلى عمليات الاغتيال والتخريب داخل المنشآت النووية الإيرانية.
إسرائيل هدفها الأول والأخير منع واشنطن من الانزلاق نحو قبول توقيع اتفاق عودة إيران للمجتمع الدولي وازاحة جميع العقوبات عنها دون تقييد برامجها البالستية الصاروخية، وواشنطن ترى أن خيار الحرب مع إيران كارثي عليها وعلى حلفائها وأن انتزاع ما يمكن انتزاعه من تنازلات إيرانية أمر يجب قبوله وإنهاء ملف الأزمة معها لأن البديل هو امتلاكها القنبلة النووية وتهديد مصالحها ومصالح ووجود حلفائها وخاصة إسرائيل.
صاروخ طافش أوصل رسالته لإسرائيل ولامريكا وأن أي هجوم اسرائيلي على منشأة نطنز النووية ومحاولة إخراجها عن العمل سواء بتدميرها أو بأعمال أخرى إرهابية سيواجه بالرد على مفاعل ديمونا بصواريخ دقيقة وليست طائشة، وأن إسرائيل تتحمل مسؤولية أفعالها الشريرة.