حازم الخالدي
في اليوم 108 من معركة غزة، يشتد القتال في منطقة خان يونس، المشهد العام يتجه نحو هذه المدينة، والأنظار كانت تتوق إلى النصر ، وهزيمة الأعداء “فقد كان يوماً صعباً بالنسبة لهم”، فالكيان المحتل جمع ألوية جيشه في هذه المنطقة ليقتحمها وإعلان نصرهم الذي لم يتحقق ولن يتحقق بصمود المقاومة.
المعركة في خان يونس ستكون خلال الأيام المقبلة صعبة على جنود الاحتلال لأنهم لن يستطيعوا ضرب رجال المقاومة عن بعد، وهم خلف طائراتهم يحلقون في الأجواء أو من الزوارق الحربية على شواطئ غزة، أو من دباباتهم المحصنة..فشلوا في كل محاولاتهم ، فعملوا على قتل المدنيين وإعدامهم في بيوتهم وعلى جنبات وأرصفة المستشفيات وفي الحدائق، وذهبوا إلى الأنفاق وفي كل مكان يعتبرونه أمنا.
بعد كل عمليات القتل والمجازر والإبادة الجماعية، اعتقدوا أن خان يونس وسيطرتهم عليها هي مفتاح النصر ، لتكون هذه المنطقة الصغيرة التي ستذيقهم مرارة الهزيمة فكانت أولى الهزائم بقتل 24 ضابطا وجنديا..
لماذا يصر جيش الابادة الجماعية على السيطرة على خان يونس، هذه المدينة التي تعود إلى العصر اليوناني وترتبط ارتباطا كبيرا بالعصر المملوكي، فبنى فيها السلطان المملوكي برقوق الخان، والقلعة التي ظلت شاهدا قويا على مقاومتها لكل المستعمرين والمحتلين الذين مروا عليها ، وكما هي اليوم أيضا قلعة للصمود حيث تتصدى لقوات الاحتلال الصهيوني الذي يريد أن ينقل أهلها إلى جزر في أصقاع البحار ، وكأن السيطرة على هذه المدينة وارتكاب المجازر البشعة ضد سكانها يسلب ارادتها في المقاومة والصمود .
قوات الاحتلال الإسرائيلي التي سقطت على رمال خان يونس ، حشدت أكثر من 40 ألف جندي مجهزين بكامل عتادهم لتحاصر مدينة صغيرة على مساحة 55 كم مربع ، معتقدة أن السيطرة على هذه المدينة التاريخية سيمكنها من الوصول لشبكة الانفاق الرئيسيه لأن الانفاق في غزه كلها تؤدي الى خان يونس.
قادة الاحتلال الذين وصلوا إلى حالة من الجنون التي ستفقدهم مناصبهم ويكونوا أول الفارين إلى بلادهم الأًصلية في أوروبا، ما زالوا يعتقدون أن الرهائن الذين تحتجزهم (حماس) هم في خان يونس، وفي حال لم يعثروا عليهم فإن النهاية ليست استسلام (حماس) كما يرغبون ، وإنما استسلامهم ، لأن خان يونس تضم النخبة من المقاومين لدى حركة المقاومة .
قادة العدو الصهيوني فتشوا في كل الأماكن ولم يعثروا على الرهائن ولم يعتقلوا قادة حماس، فأرادوا أن يفجروا المباني في خان يونس ليكسروا قوة حماس.
خان يونس لن يتوقف دورها النضالي وستكون هذه المدينة التي تكسر قوة العدو الصهيوني