الزرقاء – عبد الكريم توفيق
تصاعدت مخاوف أهالي مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز (مدينة الشرق) في محافظة الزرقاء إثر تزايد تجمعات الكلاب الضالة في الأحياء السكنية، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مواطنين بالعقر خلال الأيام الماضية.
وفي ذات السياق تعرض طالب جامعي لاعتداء وحشي من قبل قطيع من الكلاب الضالة بعد خروجه من صلاة الفجر من مسجد الكيال لولا تدخل العناية الالهية وانقاذه من قبل عدد من المصلين في المسجد.
هذه الحوادث اليومية التي انتشرت في مدينة الشرق التي بات يحتلها قطيع من الكلاب الضالة أثارت شعوراً بالخوف والغضب بين السكان، وسط غياب حلول جذرية لمعالجة هذه الظاهرة.
“إطعام بلا حل”.. أزمة متفاقمة
اتهم مواطنون في تصريحات لـ”صدى الشعب” بعض جمعيات الرفق بالحيوان بتغذية الكلاب الضالة داخل الأحياء السكنية، مما أدى إلى ازدياد أعدادها وانتشارها، وأعرب السكان عن استيائهم من هذه التصرفات التي وصفوها بأنها تزيد المشكلة بدلاً من حلها.
كما أكدوا اعتزامهم رفع قضية على الجمعية كونها ساهمت بالايذاء الذي لحق بهم من قبل الكلاب الضالة التي باتت تشكل خطرا حقيقياً عليهم.
قصص من الواقع.. معاناة السكان
شكى السيد ع.ط، أحد القاطنين في مدينة الشرق، قائلاً: “لا أستطيع أن أترك أطفالي ينتظرون خارج الباب، أصبحت الحياة صعبة جداً والمعاناة مستمرة.”
وفي حادثة أخرى، أفادت السيدة ح.س، وهي من سكان مدينة الشرق (المرحلة الثالثة)، بأنها تعرضت لموقف خطير عندما هاجمها قطيع من الكلاب أثناء بدء قيادتها لسيارتها. وأضافت: “من لطف الرحمن أن نافذة الباب كانت مغلقة، وإلا كانت ستحدث كارثة.”
وفي ذات السياق أكدت السيدة خ.ل أنه تم سحل طفلتها التي تنتظر حافلة المدرسة لولا تدخل والدها والمارة من امام منزلهم واسعافها الى مستشفى الزرقاء الحكومي الجديد.
كما عبّر العديد من السكان عن مخاوفهم من التوجه إلى المساجد لأداء الصلاة، خوفاً من هجمات الكلاب الطليقة التي أصبحت تسيطر على الشوارع، مؤكدين أنها تشكل حصارا على مسجد الكيال حصرا وتهدد حياة المصلين.
وأفاد سكان حي البركة في مدينة الشرق أن الوضع أصبح مقلقاً للغاية، حيث قال بعض مرتادي مسجد الكيال: “إنهم أصبحوا يحملون العصي فور توجههم إلى الصلاة أو التحرك باتجاه السيارات، حيث أصبحت الشوارع خطراً يهدد حياة المواطنين.”
وأضاف آخرون أنه يجب أن تعود عمليات قنص الكلاب والتقليل منها بشكل عاجل، مع طرح تساؤلات حول الجهة المستفيدة من استمرار هذه الأزمة، وهل صحيح أن بعض الجمعيات تتلقى أموالاً طائلة سنوياً دون حل المشكلة؟
مخاطر الكلاب الضالة.. تهديد للسلامة العامة
حذر نقيب الأطباء البيطريين، الدكتور أحمد الدحيات، من خطورة تعرض المواطنين للعقر من قبل الكلاب الضالة، مبيناً أن خطر الإصابة قد يكون محدوداً إذا لم تكن الكلاب مصابة بداء السعار أو لم يكن الهجوم بدافع الافتراس. إلا أنه أكد أن مثل هذه الحالات تبقى خطيرة، وتشكل تهديداً مباشراً على حياة المواطنين.
وأضاف الدحيات أن احتمالية الإصابة بداء الكلب في المملكة تكاد تكون معدومة، إذ لم تُسجل حالات مؤكدة لكلاب مصابة بالسعار. ومع ذلك، أشار إلى أن انتشار الكلاب الضالة بهذا الشكل يعكر حياة السكان ويفرض واقعاً مقلقاً يستوجب التدخل الفوري من الجهات المختصة.
تأخر الاستجابة الرسمية
أوضح محافظ الزرقاء، فراس أبو قاعود، أن وزارة الإدارة المحلية وجهت سابقاً جميع البلديات بضرورة إيجاد أماكن إيواء للكلاب الضالة، إلا أن هذه التعليمات لم تُنفذ حتى الآن. وأكد أبو قاعود أن اجتماعاً سيُعقد قريباً مع البلديات التابعة للمحافظة بهدف إيجاد حلول عملية لهذه الظاهرة التي أصبحت تؤرق السكان.
ومن جهته أشار النائب محمد جميل الظهراوي، في حديثه لـ”صدى الشعب”، أن هذه القضية سيتم طرحها تحت قبة البرلمان لمناقشة ضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة بشكل عاجل.
وأكد الظهراوي أن مثل هذه المعضلات التي تؤرق حياة المواطنين يجب أن تكون أولوية للجهات المعنية، داعياً إلى تضافر الجهود لإيجاد حلول حقيقية تحمي أمن وسلامة المجتمع.
من جانبه أكد النائب هايل عياش أن الكلاب الضالة مشكلة باتت تؤرق اهالي مدينة الزرقاء وأن التواصل مع المسؤولين مستمر على قدم وساق لايجاد مأوى لها بعيدا عن المناطق السكنية وتعريض حياة المواطنين للخطر.
وبين عياش في حديثه لـ”صدى الشعب” أنه سيواصل العمل مع وزارة الادارة المحلية وجمعية الرفق بالحيوان لايجاد حلول على وجه السرعة لمنع تكاثر الكلاب الضالة بين الأحياء السكنية بالمدينة.
بين شعور بالخوف والغضب، يتساءل المواطنون عن غياب خطوات فعالة تُنهي هذا الكابوس الذي يخيم على حياتهم، ويطالب السكان الحكومة والجمعيات المختصة بتحمل مسؤولياتهم، والعمل بشكل عاجل قبل أن تتحول هذه الأزمة إلى كارثة حقيقية تهدد أمن المدينة وسلامة سكانها، وهل تنتظر الحكومة موت عدة اشخاص حتى تتحرك لايجاد حلول ؟.