اللغة العربية كيان ينبض بالحضارة
صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
تُعَد اللغة العربية من أهم ركائز الهوية الثقافية والحضارية للأمة العربية، وهي ليست مجرد وسيلة للتواصل بل جسرًا يصل الحاضر بالماضي، وينقل إرثاً غنياً من الأدب والفكر والعلم، ويفضل مفرداتها العميقة وتراكيبها الثرية.
تشكل اللغة العربية أداة استثنائية للتعبير عن المشاعر والأفكار بدقة وبلاغة كما أنها تمثل لغة القرآن الكريم مما يمنحها قداسة خاصة بين أكثر من مليار مسلم حول العالم.
إنّ الحفاظ على اللغة العربية وتطويرها مسؤولية جماعية، لأنها تمثل روح الأمة ومرآة تطلعاتها في مواكبة التقدم مع الحفاظ على الجذور.
وتقول حنين نصَّار وهي روائية وشاعرة ومعلمة لغة عربية لـ “صدى الشعب” إنّ اللّغة العربيّة لها أهميّة كبيرة سواء في العصر القديم أو العصر الحديث، وهي الوسيلة لفهم القرآن الكريم الذي يشمل الأحكام التي نسير عليها ونستقي منه الأحكام، ومن دونها لا نستطيع أن نفهم القرآن الكريم وأن نعمل بأحكامه، وهي أيضا وسيلة للتواصل بين الشعوب على اختلافهم. وأضافت نصَّار، إنّ اللغة العربية وسيلة للتواصل الرسميّ، كونها توحد بين الشعوب باختلاف اللهجات واللغات.
وتبقى اللغة العربية اللغة التي تشكل حلقة وصل بين الشعوب، كما أنها لغة الحضارة والإرث التي يجب علينا أن نفتخر بها، مشيرة إلى ضرورة توعية الشباب وتثقيفهم بأهمية اللغة العربية. خاصة وأن الشباب في هذا الوقت ينسلخون عن اللغة العربية وينساقون وراء اللهجات الأخرى مثل الانجليزية والفرنسية وغيرها من اللغات دون الاهتمام باللغة العربية الفصحى.
وقالت نصَّار: إنّ من واجب المتخصصين باللغة العربية توعية الشباب بأهمية اللغة العربية لأنها لغة الحضارة ولغة العلم ولغة الثقافة ولغة القوة ومن لا يعتزّ بلغته لا يمكنه أن يعتزّ بنفسه وبحضارته وبأصله، مشيرة إلى دور الإعلام في المحافظة على اللغة العربية وواجبه في الحفاظ على اللغة العربية لكونها توحد الشعوب.
كما تساعد اللغة العربية على إيصال الأخبار وإيصال القضايا وتضع المتلقي أمام الصورة كاملة بلغة موحدة. واضافت أن هناك دورًا مهمًّا للإعلام في الحفاظ على اللغة العربية وعليه يجب على الإعلام أن يجاري قواعد اللغة العربية وألفاظها الصحيحة والتعرف على وسيلة التخاطب والأسلوب الصحيح حتى تصل الصورة بشكل مباشر ورسمي وواضح.
بدورها، قالت ياسمين عودة معلمة لغة عربية ل”صدى الشعب ” إن أهمية اللغة العربية تبقى ثابتة متجذرة كغيرها من اللغات بالرغم من التطورات التي تحدث في العالم، وازدياد رغبة الناس في التحدث باللغة الإنجليزية، فاللغة العربية لغة تواصل بين الناس ولغة التعبير عن المشاعر باستخدام العديد من المفردات الفصيحة والبلاغة في اللغة، مؤكدة أهمية تثقيف الشباب في أساسيات اللغة للتحدث باللغة الفصيحة وليس العامية وايضاً يجب عليهم الاعتزاز والفخر بلغة كهذه. فهي لغة القرآن الكريم ، لغة تحدى الله بها عز وجل قوما تميزوا بفصاحتهم. كما أشارت عودة إلى أن للإعلام دورًا مهمًّا في إبراز جمالية اللغة العربية و إظهارها أمام ناظر الجميع من خلال المسلسلات التاريخية والدينية التي فادت الناس وسمحت لهم بالاستمتاع بجماليات هذه اللغة، لكن في الوقت الأخير للأسف غابت اللغة العربية عن أعيننا ، خاصة في وقت جعل جيلًا جديدًا يتربى على لغة عامية أو لغة دخيلة غير لغة الأم، وبينت عودة أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل كيانا ينبض بالحضارة، وشريانا يغذي هوية الأمة ووجودها، وكذلك هي لغة الفكر والوجدان تحمل بين حروفها عبق التاريخ ووهج المستقبل، ومن خلالها صنعت أعظم الملاحم الأدبية ودونت أعقد العلوم والمعارف وتبقى اللغة العربية الحضارة الإسلامية وجسرًا عالميًّا للتفاعل الإنساني عبر القرون. والحفاظ عليها ليس خياراً، بل واجباً يعكس مدى وعينا بضرورة صون إرثنا الثقافي ومكانتنا بين الأمم.