حازم الخالدي
حتى تخرج بصورة وهمية للنصر ، وتنهي الحرب، تريد ” إسرائيل” من المقاومة في غزة الاستسلام وتسليم أسلحتها.
يحاول رئيس حكومة الاحتلال المجرم نتنياهو، أن يحرز نصرا بأي طريقة كانت، يخفف به من الضغوطات الداخليه التي تطالبه بالاستقالة ومحاكمته على التهم العديدة التي وجهت اليه ، وإخفاقه في منصبه، لذلك يحاول أن يضع السيناريوهات أو يفعل شيئا ، تظهره كمنتصر في هذه الحرب التي اقتربت من يومها الثمانين.
تخيلوا هذا اللص الذي يخشاه العالم ولا يستطيع أن يوقف تمرده وإجرامه وبشاعته في ارتكاب المجازر ودمويته ، يواجه تهما عديدة بالفساد والاحتيال والرشوة، فقد تلقى العديد من الهدايا والأموال ، مقابل امتيازات قدمها للعديد من الأشخاص.
كل التجارب مع هذا الكيان تثبت أنه كيان إجرامي مخادع، لا يؤتمن جانبه، ولا يوثق به، ظل على مدى سنوات وهو ينادي بالسلام ولا يعرف لغة السلام، يحدد أماكن آمنة للسكان المدنيين وبنفس الوقت يقوم بقصفهم وقتلهم، الآن يريد قادة العدو من المقاومة الاستسلام والخروج الآمن من غزة إلى أي بقعة في العالم، كما فعلت في بيروت عام 1982 ، عندما تنامت قوة المقاومة الفلسطينية في لبنان، اجتاحت القوات الاسرائيلية الجنوب اللبناني وحاصرت بيروت 88 يوما، وقتها وضعت ” إسرائيل” شرطا للخروج الآمن لأفراد المقاومة من بيروت، وتم الاتفاق وعبر الوسيط الاممي فيليب حبيب ودول عربية على وقف القتال بعد أن تعرضت بيروت الغربية للدمار، بحيث تخرج الفصائل الفلسطينية من بيروت وتسلم أسلحتها إلى فصائل لبنانية..وغادر الفدائيون الفلسطينيون لبنان يوم 21 آب عام 82 ، ببزاتهم العسكرية وأسلحتهم الشخصية عبر مرفأ بيروت بسفن يونانية إلى سبع دول عربية ليكتمل الخروج الفلسطيني مع بداية شهر أيلول لتصبح المخيمات الفلسطينية بلا أي حماية .
وبعد أن سيطرت قوات الاحتلال على بيروت وخروج قوات متعددة الجنسيات من بيروت في 10 أيلول، ومع وجود ضمانات لتأمين الحماية للمخيمات وعدم دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى بيروت، تعاونت قوات الاحتلال مع قوى لبنانية وارتكبت مجزرة صبرا وشاتيلا خلال الأيام من 16 – 18 أيلول والتي ذهب ضحيتها نحو 4 الآف فلسطيني، وتذرعت قوات الاحتلال بأن ألف مقاتل ظلوا في المخيمات ولم ينسحبوا، وفي التحقيقات تبين أن هذه هذه الادعاءات كاذبة، لكنها عقلية المحتل التي نراها اليوم في غزة.
المقاومة في غزة صامدة ولن تستسلم، ولو انخدعت بالمبادرات والاتفاقيات التي ربما تأتي بضغوط دولية وعربية، فلن يمنع هذا العدو من تكرار حيله وكذبه وارتكاب مجازرة كما فعلت في بيروت ، مع أن العدوان على غزة جعل “إسرائيل ” ترتكب المئات من المجازر وأكثر بشاعة من مجازرها السابقة ، لكن المسلحين في غزة مع كل هذه التجارب والمحن، لن يستسلموا ولن يرفعوا الراية البيضاء