الجفاف للعام الرابع على التوالي يرهق المربين ويضعف الإنتاج
الكواليت: أسعار الخراف البلدية بين 8 و11 ديناراً للكيلوغرام حالياً
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
قال رئيس جمعية مربي المواشي، زعل الكواليت، إن مستوى الطلب على اللحوم خلال الموسم الصيفي الحالي شهد تراجعاً بنسبة بلغت نحو 30 بالمئة مقارنة مع الموسم السابق، مرجعاً ذلك إلى ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين، وتراجع الحركة السياحية بسبب الأوضاع السياسية في المنطقة، لا سيما العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأوضح الكواليت،لـ(صدى الشعب)، أن المناسبات الاجتماعية شهدت تغيراً في العادات، حيث بات المواطنون يكتفون بإقامة الحفلات دون إقامة ولائم، نتيجة للضغوط الاقتصادية، ما ساهم في انخفاض الطلب على اللحوم.
وأضاف أن هذا التراجع في الطلب تزامن مع زيادة كبيرة في المعروض من الأغنام، لا سيما المستوردة من سوريا، سواء من فئة الخراف أو الجِداء، حيث دخلت كميات كبيرة إلى السوق، ما شكل منافسة مباشرة للأغنام البلدية.
وأشار إلى أن الأغنام السورية والبلدية تنتمي إلى نفس السلالة “العواسي” أو “النعيمي”، وبالتالي لا يوجد اختلاف كبير من حيث النوعية، الأمر الذي أثر على الأسعار في ظل تراجع الطلب.
وبيّن أن الأسعار شهدت انخفاضاً ملحوظاً، حيث تراجعت أسعار الأغنام المستوردة من 9 إلى 10 دنانير سابقاً إلى نحو 7.5 إلى 8 دنانير حالياً، في حين انخفضت أسعار الأغنام البلدية الكبيرة من 12 و11 ديناراً إلى حدود 9 دنانير للكيلوغرام.
وأشار إلى أن موسم عيد الأضحى الماضي شهد تساوي أسعار المستورد مع البلدي، بل وتفوق المستورد في بعض الأحيان، إلا أن الأسعار حالياً عادت للانخفاض بسبب وفرة المعروض.
صادرات الأغنام الأردنية تتجاوز 720 ألف رأس هذا العام
وفيما يتعلق بالصادرات، كشف الكواليت أن صادرات الأغنام الأردنية سجلت رقماً قياسياً هذا العام، تجاوز 720 ألف رأس، مقارنة مع نحو 700 ألف رأس خلال العام الماضي.
وأوضح أن جزءاً من هذه الأغنام تم استيراده من سوريا وأُعيد تصديره إلى السعودية، مؤكداً أن التصدير يشكل متنفساً أساسياً لمربي الثروة الحيوانية، ويسهم في دعم القطاع، ويحول دون مزيد من انخفاض الأسعار.
وأشار إلى وجود تحديات تواجه الصادرات حالياً، منها انخفاض أسعار الأغنام المصدرة إلى السعودية ودول الخليج بسبب انخفاض الطلب خلال فصل الصيف، بالإضافة إلى زيادة المعروض لديهم، لافتاً إلى أن بعض الإجراءات من الجانب السعودي أدت إلى إيقاف تصدير الأغنام من بعض المزارع الأردنية، ما يهدد بانخفاض حجم التصدير.
وطالب وزارة الزراعة بإعادة فتح المحجر الزراعي التابع لها، والسماح بالتصدير من كافة المزارع المؤهلة، بهدف الحفاظ على استقرار حجم الصادرات، وضمان استمرار الدعم لمربي الثروة الحيوانية.
وعن أبرز التحديات الداخلية، أكد أن القطاع يواجه موسماً جافاً للعام الرابع على التوالي، ما أدى إلى غياب كامل للمرعى الطبيعي هذا العام، وتأثر صحة وإنتاجية الأغنام، وزيادة الاعتماد على الأعلاف المدعومة من وزارة الصناعة والتجارة، والتي لا تكفي لتغطية احتياجات المربين، لا سيما المربين الفعليين وليس التجار.
وأضاف أن كميات الأعلاف المخصصة حالياً تبلغ 175 ديناراً للطن من الشعير و77 ديناراً للطن من النخالة، لكنها غير كافية، مطالباً بتفعيل نظام الترقيم الإلكتروني للثروة الحيوانية لضمان وصول الدعم لمستحقيه، والحد من ظاهرة الأعداد الوهمية، والتي تُقدّر بأكثر من مليون رأس وهمي، تؤثر سلباً على الدعم الحقيقي.
الأعداد الوهمية للثروة الحيوانية تتجاوز مليون رأس
وذكر أن العدد الفعلي للثروة الحيوانية في الأردن يُقدّر بـ 3 إلى 3.25 مليون رأس، في حين تشير الأرقام الرسمية إلى نحو 4.75 إلى 5 ملايين رأس، وهو ما يتطلب ضبطاً دقيقاً خلال التعداد المقبل.
وأشار إلى ارتفاع تكاليف تربية المواشي، خصوصاً في ظل ارتفاع أسعار الديزل الذي تعتمد عليه آليات المربين، وندرة المياه، وبعد مصادرها، إضافة إلى الإصابات الناتجة عن وجود النفايات البلاستيكية في البيئة، والتي تُلحق خسائر سنوية تُقدّر بنحو 10 ملايين دينار، حيث يفقد بعض المربين ما بين 70 إلى 100 رأس سنوياً نتيجة لهذه الظاهرة.
انخفاض إنتاج الحليب للنصف بسبب الجفاف
ودعا وزارتي البيئة والصناعة إلى اتخاذ إجراءات لحماية الثروة الحيوانية من هذه المخاطر، والتقليل من الخسائر.
ولفت إلى أن الجفاف أثر أيضاً على إنتاج الحليب، حيث انخفض الإنتاج إلى النصف هذا العام، كما تدهورت صحة الأغنام وزادت نسبة الأمراض، ما رفع من تكاليف العلاج، مشيراً إلى أن كل هذه العوامل تشكل تحديات كبيرة أمام مربي الثروة الحيوانية في المملكة.
أما بخصوص الأسعار الحالية، فقد أوضح أن سعر الخروف الروماني الحي يتراوح بين 7.5 إلى 8.5 دنانير للكيلوغرام، حسب الحجم، فيما تتراوح أسعار البلدي بين 8 إلى 11 ديناراً، مضيفاً أن سعر الخروف الكبير انخفض حالياً إلى حدود 4 دنانير قائم، مقارنة مع 5 إلى 6 دنانير قبل عيد الأضحى، ما يعكس انخفاضاً واضحاً في السوق.
