صدى الشعب – كتب رئيس التحرير خالد خازر الخريشا
الدغري مسلسل اجتماعي كوميدي سوري مقتبس عن قصة الكاتب التركي عزيز نيسين ، أنتج العمل التلفزيون العربي السوري عام 92 وهو من اخراج هيثم حقي ومكون من عشرين حلقة ويحكي قصة شخص انتهازي يضحك ويكذب وينصب ويحتال على الناس والقواعد الشعبية للوصول الى المناصب في المجلس البلدي حتى وصل الى منصب ممثل عن منطقة كوم الحجر الى مجلس الشعب .
العمل من بطولة دريد لحام بدور (إبراهيم بيك الدوغري)، وهو شخصيه انتهازية تسعى للوصول للمنصب يساعده في اعمال النصب والاحتيال والضحك على القواعد الشعبية الفنان ايمن زيدان الذي قام بدور (جلال) .
تدور أحداث المسلسل في قرية صغيرة تدعى (كوم الحجر)، ولهذه القرية مجلس بلدي مكون من (الدوغري) و(جاسم بيك) رئيس الدرك، و(الحاج بدر) شيخ القرية و(البارودي) صاحب فندق صغير (قصر النعيم)، ورئيس البلدية (حمزة) وقائد الدرك (جاسم عباس)، ويضم المجلس أيضا عضو المعارضة الاشتراكي (قدري افندي)، وكذلك تضم القرية مستوصف طبي تعمل به (الدكتورة مها)، ومدرسة يعمل بها أحمد هلال ) .)
يستغل الدوغري سذاجة أهل البلدة والمجلس البلدي ويقوم بعمل مجموعة من الخدع والاحتيال ليسرق أموالهم ويساعده بذلك مساعده جلال، كما يقوم بخداع الجميع بعلاقاته مع الحكومة والمسئولين كما يستخدم الدوغري نفوذه ليصل إلى شخصيات مهمه مثل : القائم مقام والمحافظ وممثلين في الحكومة وكثيرا ما يطلق المبادرات الهلامية لأهل البلدة التي تمجد اسمه وشخصيته .
كما يسعى للحصول على قلب الدكتورة مها بأساليب مختلفة، ويكتشف أن أحمد بعلاقه معها، فيدبر له المكائد ليبعده عنها وينجح بذلك وفي النهاية يترشح للنيابة، ويفوز كنائب وينتقل للعيش مع زوجته الدكتورة مها في العاصمة، وتبدأ الدكتورة باكتشاف خداعه للبلدة والمجلس البلدي وتقرر الرجوع للقرية ، يكتشف الدوغري في النهاية أن مساعده (جلال) قد تعلم منه أساليبه الاحتيالية، وبدأ يعمل المكائد وقد بدأ بالدوغري نفسه .
الدغري حاضر وجاهز في كل انتخابات وهو يمتاز بمكر الثعلب وأنياب الاسد البارزة التي لا تضحك وإنما تنتظر الفريسة والمرشحون الذين قد لايراهم الناس طوال سنوات.. يظهرون فجأة على الساحة ولهم مطبلين ومزمرين وسحيجة ويجلسون مع الناخبين في المقاهي والدواوين والمضافات العائلية.. بل يربطون خط مباشر للطواريء مفتوح مع مندوبين في الحارات والازقة والاحياء الشعبية يتساءلون عن بيوت العزاء.. وحفلات الأفراح ليشاركوا الناس احزانهم وأفراحهم.. في تلك الفترة الحرجة التي يحتاجون فيها لأصوات الناخبين وكسب رضاهم .
سماسرة الانتخابات موجودين وجاهزين في كل انتخابات سواء نيابية او بلدية وحتى لامركزية.. يدركون جيدا سبل تحقيق المغانم والمكاسب وهم متخصصون في هذا المجال.. ويستغلون تلك الفترة لممارسة ابتزازهم وإثارة المشاكل لبعض المرشحين حتي يرضخوا لمطالبهم ويدفعوا (المعلوم).. ويذهب هؤلاء السماسرة للمرشح الآخر لإقناعه بأن لديهم (أصواتاً) كثيرة ولكن كل ناخب من اتباعهم يريد ثمن صوته المضمون أما الهتيفة فإنهم يعملون بشكل مباشر.. يصاحبون المرشح في جولاته.. ولكل جولة ثمن ..
وهناك طرفة ظريفة ، فقد قيل عن رجل فاحش الثراء أراد أن يتخلص من فقراء مدينته، فقام برش مبلغ من المال بالسم وتبرع به لجمعية خيرية من أجل توزيعه على الفقراء، فالسم سيقضي على كل من لمسه، الا أنه فوجئ بأن لا أحد من فقراء مدينته قد مات، فقد اكتشف في اليوم التالي أن الذي مات من كبار القوم ولهذا قيل : إن اللصوص نوعان، لص عادي اختارك ليسرق مالك، ولص سياسي أنت اخترته ليسرق مستقبلك .