صدى الشعب – أسيـل جمـال الطـراونـة
تحت رعاية دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، عُقد يوم الاربعاء مؤتمر إقليمي رفيع المستوى بعنوان نزاهة قطاع النقل في المنطقة العربية ، نظمته هيئة النزاهة ومكافحة الفساد بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بمشاركة واسعة من ثماني عشرة دولة عربية وشريكة.
المؤتمر الذي سيستمر على مدى يومين الاربعاء والخميس، والذي جمع نخبة من ممثلي الوزارات المعنية بقطاع النقل وهيئات مكافحة الفساد، إلى جانب مؤسسات رقابية، ومنظمات دولية، ومراكز أبحاث، ومؤسسات مجتمع مدني، بهدف مناقشة التحديات التي تواجه نزاهة هذا القطاع الحيوي، وتعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد فيه، باعتباره ركيزة أساسية في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
في هذا السياق، قال السيد ماجد المطيري، رئيس إدارة جمعية الشفافية الكويتية ل”صدى الشعب”
نحضر اليوم لمناقشة نزاهة قطاع النقل، هذا القطاع المهم الذي يتصل بشكل مباشر مع حاجة الناس للتنقل بشكل يومي. هناك كثير من المشاكل التي تواجه الجهات الحكومية والقطاعات العربية في موضوع حوكمة هذا القطاع والمحافظة على نزاهته. هذا المنتدى رفيع المستوى جمع نخبة من القطاعات الحكومية والجهات الرقابية العربية والدولية ومنظمات المجتمع المدني، في محاولة لصياغة بيان ختامي يُعد بمثابة مدونة سلوك، وباكورة للتعاون المستقبلي لضمان حوكمة هذا القطاع.
ومن جهته، قال السيد أركان السبلاني، رئيس المستشارين الإقليميين ومدير المشروع الإقليمي لمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ل” صدى الشعب ” أن هذا المؤتمر الإقليمي يجمع بين هيئات الرقابة ومكافحة الفساد من جهة، ووزارات النقل من جهة أخرى، إلى جانب منظمات دولية ومجتمع مدني ومراكز أبحاث متخصصة. قطاع النقل في صلب عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول، وهو يمس الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية وسوق العمل، كما يسهم في خلق الوظائف وتحسين السلامة في النقل البري والجوي والبحري.
وأضاف السبلاني عندما نتحدث عن تطوير البنية التحتية، فإن الأمر لا يقتصر على القرار والتمويل فقط، فالفساد قد يعيق هذه العمليات إما بمنع تنفيذها، أو دفع رؤوس الأموال بعيداً، أو تنفيذ المشاريع بجودة أقل. لهذا السبب، يجتمع أكثر من ١٥٠ مشاركًا يمثلون أكثر من ٥٦ وزارة وهيئة ومؤسسة من أكثر من ١٨ دولة، على مدى يومين، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبالشراكة مع الوكالة الكورية للتعاون الدولي وهيئة النزاهة ومكافحة الفساد في الأردن.
ومن جانبها، قالت الصحفية محاسن مرسل، المتخصصة في الشأن الاقتصادي والباحثة في الجرائم المالية والاقتصادية ل”صدى الشعب ” تكمن أهمية هذا المؤتمر في الخروج بتوصيات ملموسة متعلقة بقطاع النقل، حيث تواجه الدول المشاركة أعباءً مشتركة.
هناك فرصة للاستفادة من تجارب الدول وخبراتها، خاصة أن الفساد في هذا القطاع يترك آثارًا مباشرة وغير مباشرة. كذلك فإن مشاركة جهات من خارج الإطار الرسمي للمؤتمر تفتح آفاقاً جديدة لتعزيز النقاط التي يمكن العمل عليها مستقبلًا.
كما عبّرت السيدة هيلدا عجيلات، الرئيس التنفيذي لـ مركز الشفافية الأردني، عن أهمية المؤتمر قائلة
نحن موجودون اليوم في هذا المؤتمر الإقليمي رفيع المستوى، برعاية دولة رئيس الوزراء، وبمشاركة نحو 150 ممثلًا من دول عربية عدة وشركاء لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
مشروع نزاهة قطاع النقل مهم جداً في هذا الوقت تحديدًا، والاقتراح الذي طرحته هيئة النزاهة ومكافحة الفساد بإنشاء منصة إقليمية لتبادل التجارب وتعزيز التعاون الإقليمي يعتبر من النقاط الجوهرية.
وأضافت عجيلات قائلة أن هذا القطاع يمر بعدة مراحل، منها التراخيص، والعطاءات، وخطوط العمل، وهو يمس كل القطاعات الأخرى، من التعليم إلى الصحة. لا يمكن لأي قطاع أن يعمل دون وسائل النقل. كما أننا هنا للاستماع إلى تجارب الدول الأخرى، رغم أن هناك تحديات كبيرة نواجهها بسبب النزاعات في المنطقة، إلا أننا نتطلع دائماً إلى فرص التحسين والتطوير.
وتابعت الأردن كان دائماً سباقًا في هذا المجال لا يمكن إنكار تأثير هذا القطاع على مجالات مثل الاستيراد والتصدير، فقد كنا نعتمد على الطرق البرية عبر سوريا وتركيا لتصدير المنتجات الأردنية إلى أوروبا، لكن نتيجة الأوضاع السياسية بات النقل الجوي هو البديل. هناك تحديات وعقبات، لكننا نأمل بتحسن الأوضاع، ونثق بقدرة الأردن على تعزيز موقعه في هذا القطاع.







