صدى الشعب – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء السبت، إن الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ بدء عملية “سجن غويران” مساء الخميس، ارتفعت إلى 102 قتيل.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة داخل سجن غويران ومحيطة في الحسكة بسوريا، وسط محاولات متجددة لقوات سوريا الديمقراطية بالتقدم نحو السجن.
وقالت محافظة الحسكة، إن طائرة حربية تابعة لـ”التحالف الدولي” نفذت غارة استهدفت أحد الأبنية في سجن الصناعة في حي غويران بالحسكة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن.
وبشأن تفاصيل القتلى، أوضح المرصد السوري، مقتل 61 من عناصر تنظيم داعش، بالإضافة إلى مقتل 34 من الأسايش وحراس السجن وقوات مكافحة الإرهاب، و7 مدنيين.
وأشار المرصد إلى أنه لا يعلم العدد الحقيقي حتى اللحظة، نظراً لوجود العشرات لا يعرف مصيرهم من الأطراف جميعها، إضافة لوجود عدد كبير من الجرحى بعضهم في حالات خطرة.
وكان نشطاء المرصد السوري قد رصدوا، اقتحام وحدات مشتركة من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب محيط سجن الصناعة في حي غويران بالحسكة وتمركزت في نقاط متقدمة، للسيطرة على العصيان الذي تنفذه عناصر تنظيم داعش منذ مساء الخميس، أي منذ 48 ساعة.
ووفقًا للمصادر، لاتزال تدور اشتباكات متقطعة في المباني المحيطة بالسجن في حي غويران، نتيجة ملاحقة العناصر الهاربين ومقاومتهم.
وكانت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفادت، بأن رتلا عسكريا تابعا لقوات التحالف الدولي وصل إلى محيط سجن غويران ضمن مدينة الحسكة، وسط تحليق لمروحيات تابعة للتحالف في الأجواء، حيث من المتوقع أن يتم حسم الموقف في السجن خلال الساعات القادمة، في ظل استمرار الاشتباكات داخل أسوار السجن وفي محيطه، بين عناصر تنظيم داعش من جانب، والأسايش ومكافحة الإرهاب من جانب آخر، كما يواصل الطيران الأمريكي استهداف مناطق يرجح أن عناصر التنظيم يتوارون فيها بمحيط السجن.
في حين جرى إلقاء القبض على 6 عناصر من التنظيم أيضاً، ليبلغ عدد الفارين الذين ألقي القبض عليهم حتى اللحظة إلى 136 سجينا من داعش، بينما لايزال العشرات منهم فارين ولا يعلم العدد الحقيقي للسجناء الذين تمكنوا من الهرب من سجن غويران، وأضافت مصادر المرصد السوري بأن المئات منهم فروا خلال ليل أمس الأول وفجر الأمس، مصيرهم لايزال مجهول حتى الآن.
كذلك فإن مصيرا مجهولا يلاحق العشرات من موظفي وحراس السجن لا يعلم إذا ما تم قتلهم جميعاً أم اتخاذهم رهائن وأسرى أو غير ذلك.
يذكر أن سجن غويران يضم نحو 3500 سجين من عناصر وقيادات تنظيم داعش، وهو أكبر سجن للتنظيم في العالم أجمع.
كما يذكر أن الهجوم هذا هو الأعنف والأضخم من نوعه منذ القضاء على تنظيم داعش كقوة مسيطرة على مناطق مأهولة بالسكان في مارس من العام 2019.
ومن ناحية أخرى، أدانت الولايات المتحدة الأمريكية ، السبت، هجوم تنظيم داعش الإرهابي على مركز احتجاز قوى الأمن الداخلي بمحافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، والذي كان محاولة للإفراج عن مقاتلي داعش المحتجزين.
وفي بيان للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أشادت الوزارة بقوات سوريا الديمقراطية، على ردها السريع والتزامها المستمر بمحاربة داعش في شمال شرق سوريا.
وأعربت الوزارة عن خالص تعازيها لأسر الحراس الذين أصيبوا وقتلوا في الهجوم بالقنابل الأولي والقتال اللاحق، وقالت “كانت مهاجمة مركز الاحتجاز على رأس أولويات داعش لأكثر من عام”.
وأضاف البيان، يعود الفضل في الجهود الدؤوبة والمقتدرة التي بذلتها قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش إلى أنها تمكنت من إحباط العديد من الهجمات خلال تلك الفترة والحد من شدتها.
وأوضح أنه يسلط هذا الهجوم يسلط الضوء على أهمية وضرورة التمويل الكامل للتحالف العالمي لهزيمة داعش، من أجل تحسين الاحتجاز الآمن والإنساني لمقاتلي داعش، بما في ذلك من خلال تعزيز أمن مرافق الاحتجاز.
وأشارت إلى أن الحادث يؤكد على الحاجة الملحة لبلدان المنشأ إلى إعادة مواطنيها المحتجزين في شمال شرق سوريا وإعادة تأهيلهم ودمجهم ومقاضاتهم ، عند الاقتضاء.
وأكدت الخارجية الأمريكية أنها تواصل الوقوف مع شركائها في المنطقة لمواجهة فلول داعش، بينما أدى التحالف إلى تدهور شديد في قدرة التنظيم على شن هجمات، لافتة إلى ان التنظيم يواصل محاولاته لزعزعة استقرار المنطقة، وأن “الخسائر التي تكبدها شركاؤنا في هذه الهجمات هي تذكير صارخ بالتحديات الحقيقية للغاية التي لا تزال المنطقة تواجهها”.
وشددت الولايات المتحدة أنها لا تزال ملتزمة بالهزيمة العالمية الدائمة لداعش، وبالعمل من خلال ومع ومن خلال التحالف وشركائها المحليين.