صدى الشعب – كتب عبدالرحمن البلاونه
بعد ظهور الأجهزة النقالة الحديثة، وشبكات التواصل الاجتماعي، أصبحت الفرصة مواتية للأشخاص الذين في قلوبهم مرض، ويخونون أمانة المجالس، ليقوموا بتصوير المجلس، وتسجيل ما يدور فيه من نقاشات وحوارات خاصة وعامة، سواء كانت أسرية أو اجتماعية، وغيرها من الأمور التي تتعلق بالفرد والمجتمع، في غفلة من الحاضرين، ونشرها وابتزاز أصحابها، وفي ذلك إشاعة للفتن وتشتيت للأسر، وتفريق للأحباب والأصدقاء، في تصرف غير أخلاقي، مخالف للشريعة وللأنظمة والعادات والتقاليد.
فحفظ الأسرار من الخصال الحميدة التي حث عليها الإسلام، فالسر أمانة، وقد أمر الله بحفظ الأمانات، وإفشاء الأسرار يدل على سوء خلق فاعله، لأنه سبب لإفساد ذات البين وتخريب البيوت، وهدمها وتدمير للثقة بين الناس.
والواجب على الجميع معرفة خلق حفظ السر والفضل المترتب عليه، وأن هذا من الأمانة، ويجب ذم من يفشي الأسرار، وتنبيهه وعدم التعاون معه أو تزويده بالأسرار، فالمجالس أمانات سواء كانت للأقارب أو زملاء العمل أو الأصدقاء و الجيران وغيرها، وهذه المجالس في الحقيقة لها حقوق وواجبات نص عليها الإسلام كالسلام عند الدخول إلى المجالس والخروج منها، والجلوس حيث ينتهي به المجلس، واحترام الكبير وعدم مقاطعة المتحدث حتى ينتهي من كلامه، وغيرها من آداب المجالس.
وتتطلب منا الأمانة في حفظ السر وعدم نشره، و الحديث النبوي الشريف، يذكر أن آية المنافق ثلاث: إذا حدثَّ كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.
فما يقوم به البعض بفتح مكبر صوت الهاتف دون علم المتكلم بحيث يسمعه من حوله، وبعضهم يقوم بالتقاط الـصور، وإرسالها لآخرين أو تداولها دون علم صاحبها، وبعضهم يقوم بفتح الرسائل الصوتية على مسمع الآخرين أو إرسالها لآخرين دون إذن صاحبها، أو إرسال صورهم وهم في المجلس، وهذا كله مخالف للأدب والذوق والتربية ودليل على الجهل والنقص، فيجدر بالعاقل أن يحافظ على أمانات المجالس، فالمجالس أمانات، ومن يفرط فيها ويخونها آثم ومذموم.