البلعاوي : بعض المرضى يصابون بنوعين من الفيروسات خلال فترة قصيرة
صدى الشعب – رغد الدحمس
أكد الدكتور ضرار البلعاوي، استاذ ومستشار علاج الأمراض المعدية، رغم ارتفاع الحالات التنفسية العلوية في الآونة الأخيرة، إلا أنه لا داعي للهلع أو الفزع. وأوضح البلعاوي أن الفيروسات التي يتم اكتشافها حالياً هي نفس الفيروسات المعتادة التي يصاب بها الأفراد في مواسم الشتاء، وأنها ليست بالفيروسات الجديدة أو الغامضة.
وكشف البلعاوي أن معظم الفيروسات التي تُشخَّص حالياً تشمل الفيروسات الزكامية مثل فيروس “الراينو فيروس” و”الـ RSV” (الذي يصيب الأطفال بشكل خاص) بالإضافة إلى الإنفلونزا من النوعين “أ” و”ب”. وأشار إلى أن بعض المرضى قد يصابون بنوعين من الفيروسات خلال فترة قصيرة، فقد يصاب الشخص بفيروس الراينو ثم بعد أسبوعين يصاب بفيروس آخر، بما في ذلك متحورات جديدة من فيروس كورونا. وهذا يفسر سبب استمرار بعض المرضى في الشعور بالأعراض لمدة تتجاوز الأسابيع المعتادة.
وأوضح البلعاوي أن الجو الجاف يعتبر عاملاً مهماً يؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي العلوي، مما يسهل دخول الفيروسات والبكتيريا إلى الجسم، وبالتالي يسبب التهابات فيروسية تنشط خلال هذه الفترات. وأكد على أهمية معالجة الأعراض بشكل عرضي، مثل خفض الحمى وتخفيف السعال واستخدام أدوية عشبية لها خصائص مضادة للفيروسات والبكتيريا والسعال، مقل البيلارجوس، التي تساعد على تخفيف الأعراض.
وأكد البلعاوي على ضرورة عدم تناول المضادات الحيوية لعلاج هذه الحالات، لأنها مخصصة للبكتيريا فقط، ولا تؤثر على الفيروسات. وأضاف أن استخدام المضادات الحيوية بشكل مفرط قد يؤدي إلى ظهور سلالات بكتيرية مقاومة، مما يعقد العلاج في المستقبل.
كما أشار إلى أهمية الوقاية من خلال ارتداء الكمامات في الأماكن ذات التهوية السيئة، خاصة في حال وجود مرضى في المنزل. كما شدد على ضرورة تلقي لقاح الإنفلونزا، حيث أن هناك عزوفاً كبيراً عن أخذ هذا اللقاح رغم توفره بكميات كبيرة في القطاعين الخاص والعام. وأوضح أن اللقاح يساهم في تقليل أعراض الإنفلونزا إذا أصاب الشخص، ويمكن أن يساهم في الوقاية من فيروسات أخرى.
أكد البلعاوي على ضرورة اتباع الإرشادات الوقائية مثل ارتداء الكمامات والحفاظ على التهوية الجيدة في الأماكن المغلقة، بالإضافة إلى أهمية تلقي اللقاحات لتجنب الإصابة بالأمراض التنفسية. ورغم ارتفاع الحالات التنفسية العلوية، إلا أن الوضع لا يستدعي القلق، بل يتطلب اتباع النصائح الطبية للحفاظ على الصحة العامة.
وبدوره ،أكد الدكتور سمير مراد، اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية، أن الفيروسات المنتشرة حالياً حول العالم تشمل بعض المتحورات من فيروس كورونا، لكنها تُعتبر جزءاً من الفيروسات الموسمية التي لا تشكل تهديداً أكبر من الفيروسات المعروفة. ورغم ذلك، شددعلى أهمية اتباع بعض النصائح الوقائية لتفادي الإصابة بالأمراض التنفسية في هذه الفترة.
أوضح مراد أن الفيروسات المنتشرة حالياً، بما في ذلك بعض المتحورات من فيروس كورونا، لا تُعتبر سلالات جديدة، وإنما هي من الفيروسات التي نراها في المواسم السابقة. وقال إنه على الرغم من وجود هذه المتحورات، إلا أنه لم يتم التأكد بعد من أنها تشكل تهديداً أكبر من الفيروسات الأخرى.
وأوصى المواطنين باتباع إجراءات وقائية ، مثل تجنب التعرض للهواء البارد، حيث يمكن أن يسبب الضغط على الجهاز التنفسي ويزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض التنفسية. ونصح بتغطية الأنف والفم في الطقس البارد وارتداء الملابس الدافئة للحفاظ على درجة حرارة الجسم وتجنب التلوث الهوائي.
كما أضاف أن شرب السوائل الدافئة مثل الأعشاب والشوربات يساعد في تخفيف الأعراض التنفسية، إذ يمنع تراكم المخاط في الجهاز التنفسي ويخفف من السعال. وأشار إلى أن هذه العادات قد تكون أكثر فعالية من تناول الأدوية في حالات معينة.
في حديثه عن الوقاية، أكد على أهمية تلقي لقاح الإنفلونزا، الذي يقلل من حدة المرض في حال الإصابة. ولفت إلى أن هناك عزوفاً من البعض عن أخذ اللقاح، بالرغم من أن ذلك يسهم بشكل كبير في تخفيف أعراض الإنفلونزا وحماية الجسم من مضاعفاتها.
كما أشار إلى أنه في حال وجود مريض في المنزل، يجب أن يتم اتخاذ تدابير صارمة للحد من انتقال العدوى بين أفراد الأسرة، لأن الفيروسات تنتشر بسهولة في الأماكن المغلقة..