صدى الشعب – ليندا المواجدة
مع دخول فصل الشتاء وارتفاع نشاط الفيروسات التنفسية، تزداد حالات الإصابة بالرشوحات والتهابات الجهاز التنفسي العلوي، إذ تظهر أعراض شائعة تشمل السعال والعطاس وارتفاع درجات الحرارة وسيلان الأنف.
ويبيّن استشاري الأمراض الصدرية الدكتور محمد حسن الطراونة أن هذه الأعراض غالبًا ما تكون ناتجة عن فيروسات موسمية مثل الإنفلونزا ونظائرها، والفيروس التنفسي المخلوي، بالإضافة إلى مجموعة من فيروسات الكورونا.
ويؤكد الطراونة أن نحو 90% من الحالات تتعافى تلقائيًا دون الحاجة إلى أي تدخلات طبية خاصة، حيث يكفي حصول المريض على قسط كافٍ من الراحة، والنوم الجيد، والإكثار من شرب السوائل ، وقد يحتاج البعض إلى خافضات الحرارة أو مسكنات الألم أو مضادات احتقان الأنف، وهي علاجات عرضية فقط.
ويشير إلى انتشار سلوك خاطئ لدى الكثيرين يتمثل في اللجوء إلى تناول المضادات الحيوية عند الإصابة بالرشوحات، رغم أن هذه الأدوية لا تعالج الالتهابات الفيروسية إطلاقًا، فهي مصممة لمواجهة الالتهابات البكتيرية فقط، ولا تُستخدم إلا بناءً على تشخيص طبي واضح ووصفة من طبيب مختص.
ويحذر الطراونة من أن الاستخدام المفرط أو غير المبرر للمضادات الحيوية يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، أهمها ظهور بكتيريا مقاومة يصعب علاجها مستقبلًا، إضافة إلى احتمالية حدوث تداخلات دوائية، خصوصًا لدى كبار السن أو المرضى الذين يعانون أمراضًا مزمنة ، كما قد يتسبب سوء استخدامها بآثار جانبية على الكلى والكبد أو ردود فعل تحسسية.
ويشدد على ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل تناول أي مضاد حيوي، مبينًا أن ما نسبته 10% فقط من المصابين بالفيروسات الموسمية قد يحتاجون إلى مراجعة الطبيب أو الدخول إلى المستشفى، تبعًا لشدة الأعراض أو ظهور مضاعفات.
ويوضح الطراونة وجود علامات تحذيرية تستدعي التدخل الطبي العاجل، أبرزها:
• استمرار ارتفاع الحرارة لأكثر من ثلاثة أيام دون استجابة للأدوية.
• ازرقاق الشفاه أو الأطراف.
• تشتت الوعي أو الخمول غير المعتاد.
• سعال شديد متكرر قد يكون مصحوبًا بدم.
• آلام الصدر.
• صعوبة شديدة في التنفس.
أما الغالبية العظمى من المرضى، فيكون التهابهم محدودًا في الجهاز التنفسي العلوي — الأنف والحلق — ويتعافون تلقائيًا دون أي علاج خاص.
ويختتم الطراونة بالتأكيد على أن الوعي بالاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية بات ضرورة ملحّة، خاصة مع الانتشار المتسارع للفيروسات خلال الموسم الشتوي، مؤكدًا أن الوقاية والالتزام بالنصائح الطبية هما الأساس لتجنب المضاعفات






