صدى الشعب – كتبت رولا حبش
قبل أسبوع شاركتُ في ندوة في حديقة الملكة رانيا العبدالله، ولم أكن أتوقع أن تتحول الندوة إلى رحلة صغيرة تُنعش القلب وتفتح نافذة جديدة على شيء جميل يجري في مدينتنا .
مديرة الحديقة، الأستاذة رشا الشواربة، أخذتني بجولة ممتدة بين المساحات الخضراء والمراكز الممتلئة بالحياة. كانت جولة أكثر من رائعةجعلتني أصاب بالدهشة .
مشيتُ معها بين الأقسام المختلفة، وكل زاوية تُخبر قصة.
رأيتُ مطبخاً تدريبياً يُعلّم الشباب فنون الطهي والإنتاج الغذائي وتذوقت المعجنات من بين أيديهم .
ودخلتُ إلى قسم الخزف، حيث الطين بين يدي المتدربين يتحوّل إلى فنّ.
ثم رافقتني إلى قاعة الأشغال اليدوية حيث الإبداع يلمع على الطاولات.
وشاهدتُ غرفة تجميل وتدريب مهني تساعد الشباب على تعلّم مهنة جديدة بكل حب.
وتوقفتُ أمام قسم صيانة الموبايلات والأجهزة الذكية، وهو مساحة حقيقية لإعطاء الشباب مهارة يحتاجها سوق العمل.
حتى الأطفال لهم أماكن خاصة يقضوا اوقاتهم بطريقة ممتعة .
وكأن الحديقة تقول لكل من يدخلها: هنا مساحة لك… مهما كان عمرك أو حاجتك.
ما أدهشني ليس فقط تنوّع هذه الأقسام، بل الروح التي تجمعها. روح المكان… واهتمام القائمين عليه… وشغف الأستاذة رشا وهي تشرح وترافق وتفتح الأبواب واحدة تلو الأخرى، وكأنها تقدم قطعة من قلبها لكل زائر.
أودّ أيضاً أن أتوجّه بالشكر العميق إلى أمانة عمان الكبرى التي تقف وراء هذا المكان الرائع، وتواصل تطويره وتأهيله لخدمة المجتمع بكل فئاتهم. 
خرجت من الجولة وأنا مقتنعة أن هذه الحديقة ليست مجرد مساحة عامة… إنها بيت كبير للناس. بيت يحتوي الأمهات، الشباب، الأطفال، العاملات، الطلاب… كل من يريد فرصة، أو مهارة، أو مكاناً يتنفس فيه جمال الطبيعة ومعنى المجتمع.
زيارة صغيرة جعلتني أرى كم نمتلك في الأردن أماكن تستحق أن نتوقف عندها… أماكن تصنع أثراً حقيقياً في المجتمع 💖
حديقة الملكة رانيا… مكان مهم، نابض، ويستحق أن يُزار وأن يُعرَف وأن يُقدَّر.
هي مساحة للجميع… للعائلة… للأجيال… ولأرواح تحتاج قليلاً من الحياة 💖






