صدى الشعب – كتبت رولا حبش
في لفتة رمزية تعبّر عن روح الأردن وهويته الجامعة، أعلن البريد الأردني عن إصدار مجموعة من الطوابع التذكارية لعام 2025 بعنوان “قديسو الأردن”، لتوثّق محطات مضيئة من تاريخ هذا الوطن الذي جمع بين القداسة والأرض، وبين الإيمان والتسامح.
هذا الإصدار ليس مجرد عمل فني أو إصدار لهواة جمع الطوابع، بل رسالة حضارية عميقة المعنى تؤكد أن الأردن كان وما زال أرض الأنبياء والقديسين، ومهد التسامح والتعايش بين الأديان. ففي وطنٍ تتعانق فيه المآذن مع أجراس الكنائس، يتجسّد المعنى الحقيقي للسلام الإنساني والاحترام المتبادل.
الأردن الذي يقوده جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، يثبت للعالم أن القيادة الهاشمية لم تكن يومًا قيادة سياسية فحسب، بل رسالة أخلاقية وإنسانية، تُعلي من شأن الإنسان كقيمة مقدّسة، وتُرسّخ في الوعي الجمعي أن الدين لله والوطن للجميع.
وتأتي طوابع “قديسو الأردن” لتخلّد رموزًا روحية كانت شاهدة على عمق الإيمان في هذه الأرض المباركة، ولتكون جسرًا ثقافيًا وروحيًا بين الماضي والحاضر، يعبّر عن الامتنان لتاريخٍ صاغه التنوّع لا الانقسام، والمحبة لا الصراع.
كل طابع منها هو بمثابة صلاة مطبوعة على ورق، تحكي عن أرضٍ آمنت بالإنسان، واحتضنت المختلف، وسعت لتكون منارة سلام في عالمٍ مضطرب.
فكما يكتب التاريخ أسماء القديسين، يكتب أيضًا أسماء القادة الذين حفظوا كرامة الإنسان، وجعلوا من التسامح دستورًا للأمة.
الأردن اليوم لا يرسل طوابع فقط، بل يرسل للعالم كله رسالة حب وسلام، مختومة بختم الأرض المقدسة، وموقّعة باسم وطنٍ يعرف أن العظمة الحقيقية تُصنع بالرحمة، لا بالقوة. رولا






