صدى الشعب – كتب جهاد الفار
يواصل وزير الشباب الدكتور رائد العدوان لقاءاته مع مختلف الأطياف الشبابية والمؤسسات المعنية بالعمل التطوعي والخدمة المجتمعية، في إطار نهج تشاركي يهدف إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي وتكريس قيم الولاء والانتماء للوطن والمجتمع.
هذه اللقاءات، التي تترجم رؤية وزارة الشباب في الانفتاح على جميع المكونات الشبابية، تعكس بوضوح حرص الدولة على تمكين الشباب وإشراكهم في صياغة المستقبل، وترسيخ مفاهيم المشاركة والمسؤولية، باعتبار الشباب ركيزة أساسية في عملية التنمية المستدامة.
إن العمل التطوعي لم يعد مجرد نشاط تقليدي أو جهد فردي مؤقت، بل أصبح منظومة متكاملة تقوم على التخطيط والإدارة والتأثير، وتسهم في تحقيق أهداف وطنية وإنسانية عميقة. التطوع اليوم هو أداة بناء ووسيلة تواصل تعزز روح المواطنة، وتعمّق علاقة الفرد بمجتمعه ومؤسساته.
وفي عصر الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، يتقدم العمل التطوعي ليواكب هذا التحول من خلال أدوات حديثة وأساليب أكثر ابتكارًا، تُسهم في توظيف التكنولوجيا لخدمة القيم الإنسانية، لا لتحل محلها. فبينما يسعى الذكاء الاصطناعي إلى تطوير كفاءة الإنسان، يبقى العمل التطوعي هو المجال الأسمى الذي يُعبّر عن ذكاء الإنسان القيمي والوجداني، وقدرته على العطاء والتأثير في محيطه.
اللقاءات التي يجريها وزير الشباب الدكتور رائد العدوان مع القيادات الشبابية تمثل تجسيدًا عمليًا للرؤى الملكية السامية التي تؤكد أن الشباب هم الثروة الوطنية الأهم، وأن دعمهم وتمكينهم واجب وطني واستثمار استراتيجي لمستقبل الأردن.
إن هذه اللقاءات تشكّل منصّة حوار مفتوح بين صانع القرار والشباب، تُسهم في بناء جسور الثقة، وتُعيد الاعتبار للعمل التطوعي كقيمة وطنية عليا، لا تقل أهمية عن أي قطاع تنموي آخر. فهي تُترجم عمليًا ما دعا إليه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في ضرورة تمكين الشباب وتوفير بيئة محفزة تتيح لهم الإبداع والمشاركة في خدمة وطنهم.
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يحتاج الأردن إلى شباب يؤمنون بالعطاء الفعّال، ويعملون بوعي وانتماء، ويقودون التغيير لا ينتظرونه. ومن هنا تأتي أهمية اللقاءات الشبابية التي ترعاها وزارة الشباب باعتبارها محركًا أساسيًا لترسيخ ثقافة العمل التطوعي المؤسسي القائم على التنظيم، الكفاءة، والتأثير الإيجابي.
إن ما يجري اليوم هو تحول نوعي في مفهوم التطوع، من كونه عملاً فرديًا إلى ممارسة جماعية تعكس روح المواطنة الفاعلة، وتعزز من صورة الأردن كدولة تعتز بشبابها وتثق بقدرتهم على العطاء والابتكار.






