صدى الشعب – كتبت رولا حبش
كل موقف نعيشه، وكل شخص يدخل حياتنا — حتى أولئك الذين يوجعوننا — ليسوا صدفة.
هم رسائل متنكرة، دروس تسير على قدمين، ومرآة نرى فيها ما لم نكن نجرؤ على رؤيته في أنفسنا.
الشخص الذي يستفزك، هو الذي يلمس فيك جرحًا لم يُشفَ بعد.
الذي يخذلك، جاء ليُعلّمك أن تعتمد على ذاتك.
الذي يكذب، يُريك قيمة الصدق التي لم تكن تقدرها كما يجب.
وحتى القاسي، ربما أتى ليُرشدك إلى رقةٍ نائمةٍ في قلبك.
حين نفهم أن كل علاقة، وكل تجربة، وكل لحظة ألم هي تدريب لروحنا على الارتقاء، نبدأ برؤية العالم كمدرسةٍ لا كساحة معركة.
نتوقف عن مقاومة الدروس، ونبدأ بتقبّلها.
فما يبدو مؤلمًا اليوم، هو ما سيجعل وعينا أنضج غدًا.
الحياة لا تعاقبنا، بل تُنقينا.
كل من نلتقيهم هم أدوات في رحلة تطوّرنا، سواء أحببناهم أو تمنّينا لو لم نعرفهم.
وحين نصل إلى هذا الفهم، يصبح الهدوء ردّنا الطبيعي على كل ما كان يُثيرنا.
ندرك أن لا أحد “يؤذينا” فعلاً — نحن فقط نُواجه أنفسنا من خلالهم.
وكل مرة نختار الوعي بدل الغضب، والمحبة بدل الحقد، نرتقي درجة نحو النور.
الحياة ليست ضدنا، بل تعمل لأجلنا.
تُعيد ترتيب المواقف والأشخاص لتكشف لنا أين ما زلنا بحاجة إلى حب، إلى تسامح، إلى وعي.
وحين نفهم هذا، تصبح كل تجربة، مهما كانت مؤلمة، نعمة متخفية، تقودنا إلى صفاءٍ أكبر، وسلامٍ أعمق، ونورٍ أنقى ..






