المركز الوطني لـ”صدى الشعب”: ادراج البرمجة والذكاء الاصطناعي لمواكبة التطورات التكنولوجية العالمية
عواد: ادراج البرمجة والذكاء الاصطناعي بالمناهج خطوة مهمة لتاهيل المعلمين
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
في الوقت الذي يعكف فيه المركز الوطني لتطوير المناهج على تطوير كتب مبحث المهارات الرقميّة المُطوَّر لطلبة الصفوف من التاسع حتى الحادي عشر للعامين المقبلين لمواكبة المستجدات والتطورات التكنولوجية والمعرفة العالمية حيث كشف، الاحد عن أدرج البرمجة والذكاء الاصطناعي ضمن المناهج للصفوف السابع والتاسع والحادي.
أكد خبراء تربويون أن إدراج البرمجة والذكاء الاصطناعي ضمن مناهج التعليم المدرسي يعد خطوة ضرورية لمواكبة التطورات التكنولوجية العالمية.
وأوضحوا خلال حديثهم لـ”صدى الشعب” أن هذه المهارات أصبحت حاجة ملحة في ظل تسارع التقدم الرقمي، وأن تعزيز قدرات الطلبة في هذه المجالات من شأنه أن يُسهم في بناء جيل قادر على التفاعل مع متطلبات العصر.
وفي هذا الشأن قال المركز الوطني لتطوير المناهج أن إدراج البرمجة والذكاء الاصطناعي ضمن منهاج المهارات الرقميّة المُطوَّر يهدف الى مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة.
وأوضح المركز أن المناهج المُطوَّرة تتضمن تعليم البرمجة بشكل متدرج بدءًا من برمجية “سكراتش”، ثم ينتقل الطلبة إلى تعلم لغة البرمجة “بايثون”.
كما أشار المركز إلى أن منهاج المهارات الرقمية المطور بدأ تدريسه لطلبة الصفوف السابع والتاسع والحادي عشر هذا العام الدراسي 2024/2025، وسوف يتم تطوير كتب بقية الصفوف في العامين القادمين.
وأشار إلى أنه سوف يتم تضمين مهارات رقمية جديدة لتعزيز القدرات الرقمية للطلبة، مع توفير أنشطة عملية كجزء من المنهاج التعليمي بهدف تنمية مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي والإبداعي لدى الطلبة.
وبين ان هنالك خطة شاملة لتطوير كتب هذا المبحث على مراحل خلال العامين القادمين؛ بهدف تعزيز القدرات الرقمية للطلبة، وإعداد جيلٍ قادر على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة بفاعلية، مع التركيز على تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي وحل المشكلات.
وأوضح المركز ان كتب المهارات الرقمية المطورة تغطي من الصف الأول حتى الصف الثاني عشر مجموعة شاملة من المهارات التكنولوجية الأساسية والمتقدمة التي لم تكن مُدرَجة في المناهج الأردنية سابقًا، مثل: إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والبرمجة بلغة بايثون التي تُعدّ من أهم لغات البرمجة في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.
من جانبه قال الخبير التربوي حسام عواد إن إدراج البرمجة والذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية يعد خطوة مهمة للغاية، لأنها تحث الطالب على التفكير النقدي وحل المشكلات، كما أنها تهدف إلى تكوين طالب منتج للمعرفة بدلاً من أن يكون مجرد مستخدم لها.
وأشار إلى أن التحدي الأكبر في تدريس هذه المادة يكمن في كيفية توفير المعلمين القادرين على تدريس مثل هذه المساقات المتقدمة، لافتاً إلى أن هناك نقصاً في أساتذة الجامعات المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن هناك تحدياً آخر يتمثل في مدى جاهزية البنية التحتية للمختبرات في المدارس لتعليم البرمجة، موضحاً أن الأولوية يجب أن تكون لتعليم البرمجة قبل التوجه نحو الذكاء الاصطناعي.
وأكد على أهمية تأهيل المعلمين لتدريس هذا المنهاج بطريقة تطبيقية وعملية، بحيث لا يتم تقديم المادة على شكل تلقين في الصفوف، مشدداً على ضرورة أن يتعلم الطلاب المهارات المطلوبة بدلاً من التركيز فقط على تحقيق العلامات في الامتحانات التحريرية.
وأوضح أنه إذا تم تدريس هذا المبحث بنفس الأسلوب التقليدي، فلن يتحقق الهدف منه، مشيراً إلى تجربة “كتاب الثقافة المالية” الذي يطرح مفاهيم في الريادة، ولكن يتم تدريسه بطريقة تلقينيه، مما يؤدي إلى عدم تحقيق الأهداف المرجوة.
وأشار عواد إلى التحدي الثالث الذي يتعلق بالمناقشة المجتمعية حول الهدف من الدوام المدرسي، موضحاً أن هذا المبحث يهدف إلى تمكين الطلاب بالمهارات والكفاءات، وليس مجرد جمع العلامات.
وبين أنه من الضروري أن يدرك الأهالي أن الهدف الرئيسي هو أن يمتلك الطالب المهارة والكفاءة، وليس مجرد البحث عن العلامات.
وأكد على أن طبيعة المنهاج يجب أن تكون عملية وتطبيقية، محذراً من أن يكون المنهاج قائماً على الحفظ والتلقين فقط، مثل حفظ أنواع الذكاء الاصطناعي أو البرمجة دون تطبيق فعلي على البرامج.
من جهته أكد الخبير التربوي عايش النوايسة أن الأنظمة التربوية والمناهج التعليمية مطالبة بالاستجابة للتطورات الحديثة فمن ذلك الباب قام المركز بأدراج البرمجة والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن المنهاج القوي هو الذي يتميز بالمرونة وقادر على استيعاب التغييرات المتسارعة.
وأوضح أن العصر الذي نعيشه اليوم يتسم بتجدد المعرفة المستمر وتداخلها، مما يجعل المهارات الرقمية والتقنية جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان اليومية، سواء على المستوى الأسري أو في التعاملات اليومية بين البشر.
وشدد على ضرورة بناء منظومة من المهارات والقدرات لدى الطلاب في المدارس، لضمان توجههم نحو مهن المستقبل، مشيرا إلى أن طبيعة المهن اليوم والمهن المستقبلية تختلف عن المهن التقليدية، وبالتالي يجب أن يكون هناك توافق بين مخرجات التعليم وسوق العمل، مؤكدًا أن هذه المؤامة تبدأ من تصميم المناهج الدراسية التي تنشر المهارات والأفكار الجديدة.
وأكد أن تأهيل الكوادر التعليمية يُعد جزءاً مهماً من نجاح هذه المنظومة، مضيفًا أن وزارة التربية والتعليم تعمل على مشروع لتدريب المعلمين على استخدام الأدوات الحديثة، بما يضمن دمج الجانب العملي في التدريس وتحقيق الأهداف المنشودة.