صدى الشعب _ أسيل جمال الطراونة
تشكل عملية اختيار التخصص الجامعي أو المسار الجامعي المناسب الخطوة الأكثر أهمية في مصير المستقبل للطالب الجامعي، وتعد خطوة مصيرية للمستقبل المهني، رغم أن التخصص الجامعي ليس بالضرورة هو الذي يقود الطالب إلى إلى الوظيفة، ولكن اختيار التخصص الجامعي المناسب ، يبقى على درجة من الأهمية ومن أهم المراحل في حياة الانسان، والبحث عن التخصصات المطلوبة في سوق العمل والهرب من شبح البطالة المنتظرة ودراسة التخصصات التي تتواءم مع سوق العمل.
ويؤكد خبراء تربويون بأن اختيار التخصص الجامعي المناسب قد تكون مثيرة للتوتر والخوف لدى الكثير من الطلاب لما يترتب عليها من تحديد الاتجاه المهني والمستقبلي ، وعليه يجب أن يحظى قرار اختيار التخصص الجامعي بدراسة دقيقة وتفكير عميق لهذا القرار والبعد عن العشوائية واختيار التخصص حسب رغبات الأهل او الأقارب أو الأصدقاء، ولكن يجب أن يأتي بناء عن رغبة وقناعة للطالب لانه في نهاية الأمر الذي سيدرس التخصص وسيتحمل نتائج اختياره لهذه التخصص، وهي مسؤولية كبيرة يجب على الطالب ان يتخذها بعد دراسة موضوعية ومنطقية .
يقول الخبير التربوي حسام عواد لـ “صدى الشعب” يجب على الطالب أن يعمل على صناعة القرار وعدم اختيار التخصص واخذ القرار بشكل عفوي أو ارتجالي وعدم المراهنة على فكرة الميول لتخصص معين فوجود ميول لتخصص معين يعني أن الطالب عمل على مسح التخصصات وأصبح يعرف المعلومات عن جميع التخصصات وبناءً على ذلك قرر الطالب اختيار تخصص معين لكن في حقيقة الأمر الطلاب لا يعرفون المعلومات الكافية عن التخصصات وبالتالي عندما يقول الطالب أن لديه ميول لتخصص معين، فهو يقع بشيء اسمه (وهم الميول) ، حيث أن الطالب لايوجد لديه ميول لهذا التخصص فقط وقد يكون لديه ميول افضل وأكثر لتخصصات هو يجهلها.
ويؤكد بأنه يجب على الطالب أن يعمل على جمع المعلومات الكافية عن جميع التخصصات وأن يعرف ماذا يريد وما هي قدراته ومميزاته فعملية صناعة القرار تتطلب جمع معلومات عن التخصصات معلومات عملية وميدانية ومعلومات عن قدراته، ويجب على الطالب أن يعرف نمط شخصيته وسماته، وما هي الأشياء التي تميزه عن الآخرين، وطريقة تعامله مع الأمور والأشياء التي يتقنها، وهل لديه ميول للتعامل مع الأجهزة والأرقام ام التواصل الاجتماعي او الأمور التي يوجد فيها منطق عالي او الأشياء التي فيها خيال.
وبخصوص رغبة الطالب وسوق العمل يقول حسام عواد، لديه مقولة اشتهرت ، بأنه لا يوجد تخصص مطلوب ولكن يوجد إنسان مطلوب ولا يوجد تخصص مميز ولكن يوجد إنسان مميز ولا يوجد تخصص راكد ولكن يوجد إنسان مهاراته راكدة.
ويوضح أن قضية وجود تخصص مطلوب غير صحيحة ، فالخريج المميز الذي يمتلك المهارات عليه الطلب ، على الطلاب أن يحضروا عميقاً بشكل رأسي، بحيث يصبح الطالب متخصص في مجاله الذي درسه وتخصص به، وايضاً أن يكون لديه مهارات بشكل أفقي هذه المهارات الأفقية يجب أن تكون متنوعة ما بين مهارات التواصل، وفن الالقاء، وإنتاج المحتوى ، والمراسلات ، والتفاوض والعمل الجماعي ، وأن يكون لديه إطلاع على مواقع السوشيال ميديا والتعامل معها، وايضا معرفة ودراية بالامور المالية، والقانونية، والادارية ، وثقافة العمل ومؤسسة العمل، وتحمل ضغط العمل وإدارة الاجتماعات، وعقد الفعاليات، لذلك على الطالب أن يتدرب بشكل كاف خلال حياته الجامعية حتى يستطيع أن يصقل شخصيته وأن يكون على درجة من الجاهزية لسوق العمل، وذلك من خلال مشاركاته في الندوات والمحاضرات والفعاليات الجامعية ومن الممكن أن يتدرج في السنة الأولى ويحضر الفعاليات والسنة الثانية يصبح مشرف لجان تنظيمية وفي السنة الثالثة يصبح من الجهات المخصصة لأي ورشة أو فعالية تعقد داخل الجامعة، ويتدرب الطالب على موضوع الادارة والتنظيم والرقابة والتقويم والتقيم والتواصل، وبناء العلاقات مع الأخرين، هذا يجعل منه شخصا قويا في مجال عمله وفي مجالات تخصصه .
وفي حالة تحير الطالب بين تخصصين ينصح الطلاب بدراسة التخصص الذي له اعتماد نقابي والتخصص الثاني دورات وورشات تعليمية، فمثلاً عندما يحتار الطالب بين تخصص البرمجة والصيدلة على الطالب أن يدرس بكالوريوس صيدلة والبرمجة دورات .
وعن دور الأهل في اختيار الطلاب لتخصصاتهم الجامعية، قال يجب أن يكون الأهل على درحة من الوعي باهمية دراسة الطالب تخصص قادر عليه وشغوف به و مناسب له ويجب على الأهل الابتعاد عن الإصرار على تخصصات القمة مثل الطب الصيدلة ، الهندسة ، ويقول حسام عواد ان ليس كل شخص لديه مكتب هندسة يجب ان يصبح ابنه مهندسا ولا كل طبيب يجب أن يصبح ابنه طبيبا ولا كل محامي يجب ان يكون ابنه محاميا، لكن ان تمكن الطلاب بشكل عام ان يدرسوا التخصصات التي تكمل المشروع العائلي لا مانع لذلك بشرط ان يكون لدى الطالب الميول والشغف لهذا التخصص ، خاصة ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعيش بها .