صدى الشعب – محمد قطيشات
اجتاحت العالم موجة غضب واستنكار عربي وإسلامي عارمة بعد إقدام بعض المتطرفين في السويد على تدنيس نسخة من المصحف الشريف الخميس أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، بدوافع عنصرية حاقدة ومعادية للإسلام دين السلام والوئام.
تكرار هذه الجريمة المشين والاستفزازي لمشاعر المسلمين والتي تخالف كل الأعراف والمبادئ الدينية والإنسانية جاءت بموافقة السلطات السويدية بعد إصدارها التصاريح لهذه الأعمال الاستفزازية على الرغم من عواقبها الخطيرة، والأنكى أنها جاءت بدعوى حرية التعبير، بينما في حقيقتها تسئ إلى المفهوم الحضاري والمنطقي للحريات، التي تنادي باحترام المقدس وعدم إثارة المشاعر نحوه بأي استفزاز وتحت أي ذريعة، وهذا الذي أكده القرار الأخير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن مكافحة الكراهية الدينية التي تشكل تحريضاً على التمييز أو العداء أو العنف، ودعوته السلطات السويدية للامتثال للقانون الدولي، ووقف إصدار التصاريح للجماعات والأفراد المتطرفين وذلك من أجل منع تكرار مثل هذه الأعمال الاستفزازية.
ولا يختلف اثنان على أن هذه الأعمال المتطرفة لا يمكن تبريرها أبداً، وأنها تشكل تحريضًا على الكراهية والإقصاء والترويج للإسلاموفوبيا ودعاتها، وأن التراخي مع خطاب الكراهية والتطرف لا يدخل في باب حرية الرأي والتعبير والتسامح، وأن الخلط بين هذه المفاهيم يغذي دائرة التطرف والعنف من جانب هؤلاء الذين يتحينون الفرصة لبث سمومهم ونشر أفكارهم الهدامة.
وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، استدعت القائم بالأعمال في السفارة السويدية في عمّان، لنقل رسالة احتجاج شديدة اللهجة لحكومة بلاده، إثر السماح لمتطرف بالاعتداء مجدداً على المصحف الشريف في العاصمة السويدية ستوكهولم، وتحت حماية من الشرطة.
وأكدت الوزارة، إدانتها تدنيس نسخة من المصحف الشريف، تعبيراً عن ثقافة الكراهية، واستفزازاً فجاً لمشاعر حوالي ملياري مسلم، لا يمكن تبريره في سياق حرية التعبير مطلقاً.
وشددت الوزارة على ضرورة اتخاذ الحكومة السويدية الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هذه الأفعال التي تمثل خرقاً للقيم الإنسانية المشتركة، وتجسيداً خطيراً لثقافة الكراهية والعنصرية المحرضة على العنف، ومظهراً من مظاهر الإسلاموفوبيا الذي يدينه الأردن بالمطلق.
كما وعبر مجلس النواب عن رفضه وإدانته لممارسات التطرف والإرهاب الفكري الذي يمارسه بعض المتطرفين في السويد، بحق الإسلام عبر الإساءة للقرآن الكريم الذي يدعو للمحبة والتسامح بين الناس وينشر قيم العدل والمساواة.
وأكد المجلس، أن السلطات السويدية تتحمل كافة التداعيات الناجمة عن هكذا أفعال متطرفة تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير، ولا يمكن وصف سماحها بهكذا ممارسات إلا أنه إرهاب يمارس بحق الإسلام.
خلاصة القول، توالي الإدانات لهذه الجريمة البشعة لا يكفي ولا بد من خطوات واقعية من الدول العربية والإسلامية ومواقف حازمة تتجاوز بيانات الاستنكار واستدعاء الدبلوماسيين إلى خطوة أكثر فاعلية، أولها طرد دبلوماسيي السويد من بلدانهم ردًا على هذا الفعل الجبان والتطاول على القرآن، تتبعها مقاطعة الشعوب الإسلامية والعربية وأصحاب الضمائر الحية للمنتجات السويدية، وذلك نصرةً للمصحف الشريف، ولا بدأكون في مقدمة تلك الخطوات الدعوة إلى عقد قمة إسلامية طارئة لمناقشة تداعيات الإساءة المتكررة للقرآن الكريم واتخاذ قرارات حاسمة لمواجهة جرائم الكراهية البشعة.