صدى الشعب- ما مِن حليب يضاهي حليب الأم، وهذا ما يؤكّده الجميع لكنّ التردّد ما زال سيد الموقف.
علاوةً على فوائدها الفورية، تساعد الرضاعة الطبيعية الطفل على البقاء بصحّة جيّدة طيلة حياته، وهذا ما تؤكّده كافة الدراسات. في سنّ البلوغ، غالباً ما يكون معدّل ضغط الدم ونسبة الكوليسترول أخفّ لدى الأشخاص الذين يكونون قد رضعوا من حليب أمّهاتهم وهم نادراً ما يعانون من الوزن الزائد والسمنة أو داء السكر من نوع type 2. أظهرت معطيات علمية أنّ الأشخاص الذين يرضعون طبيعياً من الثدي يُظهرون نتائج أفضل من غيرهم في اختبارات الذكاء! فلمَ نستمرّ بتقديم الرضّاعة للأطفال؟
النظافة والأجسام المضادّة
إنّ حليب الأم هو الغذاء المثالي للرضّع والأطفال ويمنحهم التغذية الضرورية لنموّهم ويحتوي على أجسام مضادة تحميهم من الأمراض الشائعة مثل الإسهال والتهاب الرئة وهما أهمّ سببان لموت الأطفال في العالم. لا يحتوي الحليب المحضّر للأطفال على الأجسام المضادة الموجودة في حليب الأم وهو يشكّل مخاطر أكبر ناجمة عن استعمال المياه غير النظيفة أو الوسائل غير المعقّمة أو عن وجود الجراثيم المحتمل في الحليب البودرة. وإن كانت نسبة الحليب المذوّبة في الماء أخفّ من اللازم بغية التوفير، فقد يؤدّي ذلك إلى سوء تغذية.
بالإضافة إلى ذلك، ومن أجل المحافظة على دفق الحليب يجب أن تكون الرضاعات متقاربة وعديدة. وفي حال الرغبة في التوقّف عن تقديم الحليب المحضّر قد يكون من المستحيل اللجوء إلى الرضاعة الطبيعية لأنّ إنتاج الحليب قد يخفّ.
وفي العديد من المراكز المتخصّصة وفي الكثير من البلدان، يذهب الاتّجاه أكثر وأكثر نحو التشجيع على الرضاعة الطبيعية من خلال العديد من الحملات. فمتى سيحين دورنا في المنطقة للتشجيع على الرضاعة الطبيعية؟
الحسنات على الأم
أثناء الرضاعة، تتوقّف الدورة الشهرية عند المرأة ما يشكّل وقاية طبيعية من الحمل (98 في المئة من الحماية خلال الأشهر الستّة التي تلي الولادة).
وإنّ الرضاعة الطبيعية تخفّف من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض في سنّ متقدّمة كما تساعد السيّدة على استرجاع وزنها قبل الحمل وتسمح بمحاربة السمنة.
إدخال مأكولات جديدة
حين يبلغ الولد عمر ستّة أشهر، يجب إدخال الطعام إلى حياته تلبيةً لحاجاته. وتنصح منظّمة الصحة العالمية بما يلي:
عدم التخفيف من عدد الرضاعات.
تقديم الطعام بواسطة الملعقة أو الكوب لا بواسطة الرضّاعة.
تقديم المأكولات التي تجسّد كلّ ضمانات السلامة والتي يمكن الحصول عليها محلياً.
منح الولد الوقت الكافي لتعلّم تناول المأكولات الجامدة.
هل تؤلم الرضاعة؟
إنّ الرضاعة من الثدي مسألة يتمّ تعلّمها مع الوقت، وتواجه العديد من السيّدات مشاكل في البداية ومن المحتمل أن تشعر المرأة بالألم أو أن تخشى من ألاّ يكون عندها ما يكفي من الحليب لتغذية ولدها؛ لكنّ تلك الهواجس تزول بسرعة.
توصيات من منظمة الصحّة العالمية
تنصح منظّمة الصحّة العالمية بشدّة بالرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة التي تلي الولادة. ومن ستة أشهر حتى سنتين أو أكثر لا بدّ من أن تُكمّل الرضاعة مغذّيات أخرى.
يجب أن تبدأ الرضاعة من الثدي خلال الساعة التي تلي الولادة.
يجب إرضاع الولد “حسب الطلب” وكلّما أراد في الليل والنهار.
يجب تجنّب استعمال المصّاصات وحلمات الرضاعة