صدى الشعب – عرين مشاعلة
عقدت محافظة اربد اجتماعًا موسعًا في دار المحافظة برئاسة المحافظ رضوان العتوم، وبمشاركة واسعة من ممثلي الجهات الرسمية والأمنية والخدمية، وذلك بهدف مناقشة سبل رفع الجاهزية المؤسسية والمجتمعية لمواجهة أي طارئ خلال الموسم المقبل.
وجاء الاجتماع في ظل التحديات البيئية المتكررة التي تشهدها المملكة عمومًا ومحافظة إربد على وجه الخصوص خلال فصل الصيف، حيث تتزايد احتمالات نشوب الحرائق بفعل ارتفاع درجات الحرارة، وجفاف الغطاء النباتي، وانتشار الأعشاب الجافة في السهول والمناطق الزراعية والمناطق الحرجية.
وشدد المحافظ العتوم خلال الاجتماع على أهمية التشاركية والتنسيق بين كافة الجهات الرسمية والمجتمعية، مؤكدًا أن نجاح الجهود الوقائية يعتمد على مدى الاستعداد المسبق، وفاعلية الاستجابة، وحُسن إدارة الموارد والإمكانات. كما أكد أن الحفاظ على الثروة الحرجية والغطاء النباتي مسؤولية وطنية تتطلب تكاتف الجميع.
وناقش الاجتماع إعداد خطة طوارئ شاملة، تتضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية التي يجب اتخاذها على المدى القريب، بالإضافة إلى خطط استجابة سريعة في حال وقوع الحرائق. وتم التأكيد على أهمية التنسيق بين مديريات الزراعة والبلديات والدفاع المدني، إلى جانب شركة مياه اليرموك وشركة الكهرباء، بهدف ضمان تضافر الجهود وسرعة معالجة أي تحديات ميدانية.
وتضمنت الخطة بنودًا لتكثيف الجولات التفتيشية والرقابية، خاصة في أيام العطل ونهايات الأسبوع، إلى جانب إطلاق حملات توعوية موجهة للمواطنين والزوار في مناطق التنزه، تتضمن إرشادات للوقاية من الحرائق، والتحذير من إشعال النيران في المناطق المكشوفة أو القريبة من الغابات.
ومن أبرز ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع، الشروع فورًا بتنفيذ حملات نظافة شاملة لإزالة الأعشاب الجافة من جوانب الطرق الرئيسية والفرعية ومداخل المدن والبلدات، لما تشكله من مواد قابلة للاشتعال. كما تقرر فتح خطوط نار استراتيجية في المناطق الوعرة، لتسهيل حركة آليات الدفاع المدني وضمان سرعة الوصول إلى مواقع الحرائق.
وتم التأكيد على أهمية الجاهزية الفنية من خلال صيانة وتجهيز الآليات والمعدات الخاصة بعمليات الإطفاء، وتفعيل نقاط تزويد المياه في المناطق الريفية والنائية، مع ضمان جاهزية الآبار الخاصة بالدفاع المدني بالتنسيق مع شركة مياه اليرموك.وناقش الاجتماع تعزيز استخدام التكنولوجيا في التعامل مع الأزمات، من خلال الاستمرار بتفعيل منظومة التواصل الفوري عبر تطبيق “واتساب”، التي أثبتت فعاليتها في ربط الجهات المعنية وتبادل المعلومات بسرعة كبيرة، ما يساهم في تقليل زمن الاستجابة والسيطرة على الحرائق في بدايتها قبل انتشارها.
كما تم التطرق إلى أهمية تعزيز التعاون مع شركة الكهرباء، والتنسيق لمعالجة الأعطال الفنية بشكل فوري، خاصة تلك التي تقع في المناطق الحرجية أو الزراعية، والتي غالبًا ما تكون سببًا مباشرًا في اندلاع الحرائق.
وأكد المشاركون في الاجتماع على أهمية تفعيل دور المجتمع المحلي، من خلال برامج التوعية المجتمعية التي تنفذها البلديات ومراكز الشباب والمدارس، إضافة إلى التنسيق مع وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي، لنشر رسائل توعوية تسلط الضوء على أخطار الحرائق وكيفية الوقاية منها.
وشددوا على ضرورة تفعيل دور الخطباء وأئمة المساجد في نقل الرسائل التوعوية خلال خطب الجمعة، خاصة في القرى والمناطق الزراعية، وتكثيف اللقاءات الإرشادية مع المزارعين والناشطين البيئيين.
في ختام الاجتماع، أكد العتوم أن سلامة المواطنين وحماية البيئة من أولويات العمل العام، مشيرًا إلى أن المحافظة لن تدّخر جهدًا في تنفيذ كافة الإجراءات التي من شأنها تقليل المخاطر وضمان صيف آمن. وأشار إلى أن الاستعداد المبكر والتعاون البناء بين المؤسسات هو حجر الأساس في مواجهة أي تحدٍّ قادم.












