صدى الشعب- كتب الدكتور ماجد الخضري
وصلت أمريكا لدرجة من الغرور حتى أنها لم تعد ترى أمامها أي دولة من دول العالم ندا لها ، ولا حتى روسيا التي كانت قبل عام ألفين تمثل قطبا كونيا مع أمريكا لكنها تراجعت في قوتها العسكرية مما جعل أمريكا تتفرد في حكم العالم وتتحكم في مقدرات الكوكب .
ومع تسلم الرئيس ترامب لدورته الرئاسية الثانية بات واضحا كيف تتعامل هذه الدولة الكبرى مع باقي دول العالم حيث انها تسعى جاهدة للسيطرة على مقدرات الدول وثرواتها بالبلطجة والقوة والتهديد بالحرب والقتل .
وبتنا نرى اليوم كيف تتخذ هذه الدولة الكثير من القرارات المجحفة بحق الدول الأخرى وكيف تسعى للسيطرة الاقتصادية عليها مستندة الى قوتها العسكرية فالعالم اليوم مقبل على كثير من الصراعات الاقتصادية والسياسية التي ربما تتطور في لحظة من اللحظات لتصبح صراعات عسكرية وتندلع حرب كبرى بسبب السيطرة الأمريكية على مقدرات العالم .
فمعظم دول العالم تسير في فلك امريكا باستثناء قلة قليلة من الدول مثل الصين وإيران وروسيا وكوريا وغيرها من الدول ونرى كيف هددت امريكا إيران مؤخرا بالتوصل الى اتفاق خلال عشرين يوما وإلا فإنها ستتعرض لأشد العقوبات وكيف هددت اكرانيا ان هي لم تقم بتوقيع اتفاقية المعادن وكيف فرضت على الصين رسوم جمركية باهظة وكيف تصرفت مع بقية دول العالم .
فامريكا اليوم تعمل جاهدة للاستيلاء على مقدرات الكرة الأرضية والسيطرة على خيراتها لصالح قلة قليلة من البشر استنادا الى نظرية (اللاعب الواحد) واستنادا الى نظرية (القوة الكبيرة) التي لا تستطيع اي قوى في العالم ان تقف امامها .
فما يجري اليوم هو شبه احتلال أمريكي للعالم اجمع وطلب من دول الاستثمار في امريكا تحت وطأة الضغط والسلاح والسماح للكيان الصهيوني بالقتل والابادة الجماعية وانتهاك القوانين والمواثيق الدولية حيث اعطت اسرائيل الضوء الاخضر للقتل والتدمير فيغزة وفلسطين وفعل ما تراه مناسبا بدعم غير متناهي بكل أنواع الأسلحة التي لم تستخدم في اي مكان في العالم الا في غزة
