تربويون ونواب يعزون أسباب التسرب الى غياب دور المرشد التربوي داخل المدارس
التربية: سيتم تطبيق معايير النجاح والرسوب بالنسبة للغيابات على الجميع دون استثناء
النائب المومني : قرار وزارة التعليم بحرمان 1600 طالب ليس من الحكمة ويطالب بالعدول عنه
المومني : غياب طالب “التوجيهي” عن الغرفة الصفية لا يعني التغيب عن العملية التعليمية
المومني : أغلب طلبة “التوجيهي” يعتمدون على الدروس الخصوصية
النائب الرواحنة : هناك ما يقارب 100 ألف طالب “آمي ”
الرواحنة : يجب منع مدرسي مديريات التربية من اعطاء الدروس الخصوصية
الرواحنة : هناك 100 ألف طالب أمي في مدارس التربية
النوايسة: المنصات والدروس الخصوصية من أسباب التسرب المدرسي
سرحان: تعزيز دور المدرسة يقلل من ظاهرة التسرب
نديم : أشبعنا مشكلة التسرب المدرسي بحثاً وتنظيراً.. والنتيجة المشكلة في اتساع
صدى الشعب _سليمان ابو خرمة – فايز الشاقلدي
يعد التسرب المدرسي هدرًا تربويًا هائلاً وتأثيره سلبي على جميع نواحي المجتمع وبنائه؛ فهو يزيد من حجم الأمية والبطالة ويضعف البنية الاقتصادية الإنتاجية للمجتمع والفرد، ويزيد من الاتكالية والاعتماد على الغير في توفير الاحتياجات. ويزيد من حجم المشكلات الاجتماعية من انحراف الأحداث والجنوح كالسرقة والاعتداء على الآخرين وممتلكاتهم وغيرها من الجرائم، مما يضعف خارطة المجتمع ويفسدها، ويؤدي إلى تحول اهتمامه من البناء والإعمار والتطور والازدهار إلى الاهتمام بمراكز الإصلاح والعلاج والإرشاد، والى زيادة عدد السجون والمستشفيات ونفقاتها ونفقات العناية الصحية العلاجية. كما يؤدي تفاقم التسرب إلى استمرار الجهل والتخلف، وبالتالي سيطرة العادات والتقاليد البالية التي تحد وتعوق نمو وتطور المجتمع.
وقال مدير إدارة التعليم في الوزارة الدكتور فيصل الهواري ، إن الإجراءات والقرارات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم بشأن مشكلة التسرب المدرسي تهدف إلى الحد من هذه الظاهرة وزيادة التزام الطلاب بالحضور إلى مقاعد الدراسة، مؤكدا على أن الغرفة الصفية هي أفضل مكان لتعلم الطالب.
وأكد على أن الوزارة اتخذت عدة إجراءات في الآونة الأخيرة، منها تعديل الأسس لتكون نسبة الغياب المقبولة العام القادم 10% بدلاً من 10% بعذر، بالإضافة إلى 10% بدون عذر، مما يجعل عدد الغيابات المسموح به بالوقت الحالي 40 وتم تخفيضها إلى 20 غيابًا .
وأشار إلى أن من بين التعديلات إنشاء مجلس تنظيمات الطلاب، الذي يتصل بولي الأمر بخصوص حضور وغياب الطالب، ويستدعيه عند الحاجة، كما يطلب منه تقديم تعهد خطي.
وأوضح أن وزارة التربية حريصة على حضور الطلاب وانتظامهم في الدراسة، وبالمتابعة الداخلية لحضورهم، لافتاً إلى أنه في حالة عدم حضور الطالب للحصة الأولى، يتم إبلاغ ولي الأمر لضمان سلامة الطالب وابلاغه عدم وصوله إلى المدرسة، مؤكداً على أن الارتباط بين المدرسة وولي الطالب قوي وفعال.
وشدد على أن معايير النجاح والرسوب تطبق على الجميع بدقة، وأن أي طالب يتجاوز النسبة المحددة سيتم تطبيق القواعد عليه دون استثناء.
وأكد على أهمية دور المرشد التربوي في المدرسة، حيث يعتبر طبيب نفسي للطلاب ويسعى جاهدًا للوصول إلى أسباب غياب الطالب، سواء كانت عادية أم غير ذلك، يقوم المرشد التربوي بجلوس مع الطالب وبناء خطة علاجية تعليمية، وتطبيق جميع هذه الإجراءات طوال اليوم الدراسي لمعالجة جميع الجوانب التي تتعلق بسلوكيات الطالب.
وأضاف أن المنصات الإلكترونية والدروس الخصوصية لها تأثير كبير في ظهور ظاهرة التسرب المدرسي، حيث يمكن أن تجذب الطالب ويعتقد أن هناك زاوية أخرى يمكن اللجوء إليها، مؤكداً على أن المدرسة تبقى الركن الأساسي والأم للتعليم.
وأكد أنه سيتم تعديل أسس الانظباط المدرسي للحد من ظاهرة التسرب المدرسي، من خلال تنفيذ تعليمات جديدة وناظمة.
ويرى رئيس لجنة التعليم النيابية ,النائب بلال المومني , أن تأثير جائحة كورونا ما زال يلقي بظلاله على سلوكيات الطلبة أثناء الجائحة ومنها الاعتماد على المنصات التعليمية “التعليم عن بعد ” بالاضافة للسهر طوال الليل لساعات طويلة وانشغالهم على مواقع التواصل الاجتماعي مماغير مسار اهتمام الطالب , منوها أن تم وجيه رسالة الى المعنيين في وزارة التربية والتعليم من خلال ملاحظات وردت من أولياء الامور عن تغيب ابناءهم عن المدارس وقد بدأت التربية باجراء خطوات لحل هذه المشكلة .
وفيما يتعلق بقرار التربية بفصل 1600 طالب من مرحلة الثانوية العامة من التقدم لامتحان الثانوية العامة للعام الدراسي 2023/2024 , حيث وصفه المومني بعدم الحكمة وكان من المفترض على التربية دراسة القرار قبل اتخاذه ,موضحا أن غالبية طلبة الثانوية يعتمدون على الدروس الخصوصية ومراكزالتعليم .
وطالب المومني من خلال منبر ” صدى الشعب ” وزارة التربية والتعليم بالعدول عن قرارها بحرمان الطلبة , مشيرا أن غياب الطالب عن الغرفة الصفية لا يعني غيابه عن المسيرة التعليمية بسبب اعتمادهم على التعليم الخصوصي وعلى التربية أن لا تعامل الطالب كند وعدو.
ونوه الى ضرورة تفعيل المرشد التربوي و دوره الحقيقي، خصوصا في ظل وجود ظاهرة العنف بأشكاله كافة وازدياد الضغوط النفسية والاقتصادية والثقافية التي يعيشها المجتمع في الوقت الحالي , مبينا أن السبيل الوحيد في تفعيل دور المرشد بتأهيله بدورات حقيقية وفعالة في علم الاجتماع وعلم النفس بشكل خاص حتى يتمكن من تأدية دوره على أكمل وجه، فضلا عن إلزامه بلقاءات فردية مع طلبة محددين، أو لقاءات جماعية مع صفوف بشكل يومي بحيث لا يقل الوقت عن ساعتين باليوم حتى يكون أدى خدمة للطلبة .
وختم المومني , أن غياب دور المرشد التربوي في المدارس أحد أسباب تسيب والتسرب من المدرسة وتراجع أداء الطلبة .
وتعزوا عضو لجنة التعليم النيابية , النائب أسماء الرواحنة , أسباب تسرب طلبة الثانوية العامة الى معلمي مديريات التعليم حيث أصبح المعلم ينتهج اسلوب التدريس الخاص في البيوت وعدم اعطاء كل ما لديه في الغرفة الصفية , ونوهت أن مراكز التعليم الخاص تعج بالطلبة نهارا وليلا في المنازل وازدهرت الدروس الخصوصية بشكل كبير جدا والمدرس نفسه الذي يدرس في المدرسة متجاوزا بذلك قسم المهنة وأحوال الطلبة وأولياء أمورهم المادية في هذه الأيام العصيبة اقتصاديا وماديا .
وطالبت الرواحنة ,بمحاسبة معلمي التربية الذين ينتهجون اعطاء الدروس الخصوصيةحيث أصبح استغلالا ماديا وابتزازا عاطفيا في ظل حاجة الأهالي لسد أية فجوات يعتقدون وجودها في التعليم داخل الغرف الصفية ، مؤكدة أن الجشع قد يمتد إلى احتساب الحصص الخصوصية فقط، دون اغتنام أوقاتها بما يعود بالنفع على الطالب .
الرواحنة : المرشد التربوي هو المربع الاساسي في العملية التعليمية
وأكدت الرواحنة , أن المرشد التربوي هو المربع الاساسي في العملية التعليمية وعامود الاصلاح التربوي والنفسي في المدارس ولا تقل أهميته عن أي معلم , ونوهت أن أحد اسباب التسرب المدرسي غياب المتابعة الصفية والطلبة من قبل المرشد ومربي الغرفة الصفية .
إن ضعف المرشدين التربويين في المدرسة الذين مهمتهم الأساسية مساعدة الطلبة في حل مشاكلهم سواء التربوية أو الاجتماعية، يعزّز من فرص تسرب الطلبة نتيجة تراكم مشاكلهم داخل المدرسة، دون أن يجدوا أي مساعدة لحلها، وعبّر عن ذلك 43.7% من المتسربين وأيدهم 51.5% من أولياء أمورهم , بحسب الرواحنة .
وختمت الرواحنة حديثها , أن نسبة الامية في مدارس التربية وصلت الى ما يقارب 100 الف طالب وبحاجة الى اعادة ترشيد .
وأكد من جانبه الناطق الاعلامي السابق لنقابة المعلمين , الاستاذ نور الدين نديم, أن التسرّب المدرسي ليست مجرّد مشكلة عابرة محدودة، وإنما قضيّة توشك أن تصبح ظاهرة ممتدة.
وتسهم في تغذيتها عدّة عوامل، من أهمّها الفقر والحاجة، الذي يدفع بالأطفال للجوء للعمل وترك مكانهم الطبيعي على مقاعد الدّرس , بحسب نديم .
وأشار الى أن كثرت المؤتمرات التي عقدتها وزارة التربية والتعليم وغيرها من الندوات وحلقات البحث التي ساهمت فيها مؤسسات المجتمع المدني، لكن للأسف كلها لم تستطع حل المشكلة والقضاء عليها، ووقفت عاجزة أمام الأسباب القاهرة والمخفية التي تقف خلف هذه المشكلة.
وبين , أن البيئة المدرسية لم تعد في قطاعنا الحكومي بيئة جاذبة، والتعليم لم يعد ماتعاً، والمناهج غير مقنعة للطالب، وفوق كل ذلك جاءت الظروف الاقتصادية المتردية تدفع باتجاه توسيع رقعة التسرب.
وأوضح ,أن العملية التعليمية بحاجة لطرح حلول واقعية تبنى على أبحاث ودراسات استقصائية لا تخجل من إعلان الأسباب الحقيقة والكشف عن الأعداد وطرح حلول واقعية قابلة للحياة، تعالج السبب لا العرَض.
النوايسة: المنصات والدروس الخصوصية من أسباب التسرب المدرسي
وقال الخبير التربوي عايش النوايسة أن التسرب المدرسي واحدة من الظواهر التربوية المقلقة التي تصيب النظم التربوية والأردن من الدول التي بدأت تعاني من هذه الظاهر مؤخراً مع العلم أن نسبته هي 3 بالالف لذكور و4 بالالف للإناث.
وأن الوزارة تتخذ عادة إجراءات حاكمية تتعلق بتطبيق التشريعات التي تتعلق بإلزامية التعليم الأساسي من حيث مخاطبة الحاكم الإداري والأهل في سبيل إعادة الطلبة المتسربين إلى مقاعد الدراسة إضافة إلى تفعيل دور المرشد التربوي في المدرسة لمتابعة الطلبة المتسربين , بحسب النوايسة .
ولفت إلى أن المقلق في الوقت الحالي هو ظهور نوع أو شكل جديد لتسرب المدرسي يتمثل بغياب الطلبة عن الحضور المدرسة وفق الحد المسموح به للغياب وخاصة أن النسبة عالية وهي 20% وهذا يؤثر كبيراً في الأداء التعليمي بشكل عام وينعكس على جميع الطلبة حتى غير المتغيبين منهم.
وأكد على أنها أصبحت ظاهر لدى الطلبة التغيب الجماعي عن الحضور للمدرسة، مشيراً إلى أن الاسباب وراء ذلك كثيرة منها انتشار الدروس الخصوصية والمنصات وثقة الأهل والطلبة بها وتراجع الثقة بالمدرسة الحكومية ودروها وأدائها إضافة إلى أن النسبة المسموح للغياب عالية وهذا يشجع الطلبة على الغياب والانتظام في الدروس الخصوصية أو على المنصات.
وبين أن أثار هذا أنعكس على مخرجات النظام التعليمي فتراجع ترتيب الأردن في الاختبارات الدولية والوطنية وظهر ضعف الطلبة في الأداء العام للاختبارات ومنها الثانوية وانعكس على أرتفاع الفاقد التعليمي وبالتالي ارتفاع معدل الفقر التعليمي إلى ما يقارب 60%.
وأشار إلى أن الوزراة أدركت هذا وشددت هذا العام في تطبيق تعليمات الحضور والغياب وطالبت بتعميم رسمي قبل أيام بحصر الطلبة المتغيبين وإبلاغ الوزراة بالإجراءات المتخذة بحقهم.
وأكد على أن حل هذه الظاهرة يتطلب تعديل تعليمات وأسس النجاح والاكمال والرسوب وخفض نسبة الغياب المسموح به إلى أقل من 10% والرقابة والتشديد على المراكز والمنصات الخاصة بأن لاتقدم تعليم مدرسي أثناء الدوام المدرسي وتوعية أولياء الأمور بأهمية متابعة دوام أبنائهم، وإشراك المجالس التربوية والتطويرية في إيجاد حلول لهذه الظاهرة، بالإضافة إلى تفعيل نظام المساءلة والمحاسبة لغير المتابعين لحضور وغياب الطلبة في المدراس والمديريات .
سرحان: تعزيز دور المدرسة يقلل من ظاهرة التسرب
قالت الخبيرة التربوية الدكتورة ميرفت سرحان إن التسرب المدرسي يعتبر ظاهرة قديمة، إلا أنها حالة مستمرة عبر الوقت.
أشارت سرحان إلى أن التسرب المدرسي قد يعكس انقطاع الطالب عن المدرسة بشكل تام، فلا يعود إليها، وقد يكون انقطاعه لفترة معينة؛ كسنة دراسية على سبيل المثال، ثم العودة لمقاعد الدراسة.
وبينت أنه قد تكون أسباب التسرب فردية، أي أنها بقرار من الطالب نفسه، وقد تكون أسرية، أي أن تقرر الأسرة بأن لا يكمل الطالب دراسته.
وأضافت أن لكل من السببين عوامل معينة، بعضها مشترك، وبعضها خاص، فالحالة المادية على سبيل المثال هي أحدى العوامل المشتركة، والتي قد ترغم الطالب أو الأسرة على اتخاذ قرار عدم العودة للمدرسة.
وتابعت أن الأسباب الأسرية، على سبيل المثال، الحالة أو الوضع الثقافي للأسرة، مثل أن يكون زواج البنت أفضل لها من التعليم.
وزادت أنه من الأسباب الخاصة بالطالب، أن يضع الطالب نفسه في مقارنة من نوع معين مع زملائه (مادية، أو اجتماعية، أو غيرها) فيشعر بأنه أقل مستوى منهم، وأنه غير قادر على تغيير هذا الوضع، فيقرر أن ينسحب نهائيًا من الدراسة.
وأوضحت أنه يندرج تحت ظاهرة التسرب المدرسي؛ كثرة وتكرار غياب الطلبة عن المدرسة بشكل ملحوظ، وقد تشترك هذه الظاهرة في أسبابها مع ظاهرة التسرب؛ إلا أنها قد تنفرد ببعض الأسباب الخاصة، ومنها على سبيل المثال: أن المدرسة ليست مكانًا ولا فعالية ممتعة للطلبة، وخاصة الحكومية منها، بالإضافة إلى تدني قيمة العلم والتعليم من وجهة نظر الطالب بالمقارنة مع أمور أخرى بدأت تأخذ مكانة أكبر في نفوسهم كالشهرة واكتساب الأموال، والتي لا تحتاج إلى مستوى تعليم عالٍ، وإنما لاتقان بعض المهارات المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الأسباب كوضع خريجي الجامعات الذين لا يجدون العمل المناسب، وخاصة في مجال تخصصهم.
وأكدت أنه لذلك سعت وزارة التربية والتعليم لسن القوانين الصارمة حول موضوع الغياب ومحاسبة الأسر بسبب التسرب، مؤكداً على أن القوانين كانت مجدية من ناحية، لكن حتى يكون الأمر أكثر فعالية، لابد من جعل المدرسة مكانًا أكثر امتاعًا للطالب، عبر زيادت درجة اشتراك الطالب في العملية التعليمية، فيزيد شعوره بتحمل مسؤولية دراسته، وأن تكون المدرسة مكانًا أكثر أمنًا بالنسبة للطالب، فلا يشعر بتهديد أمنه النفسي بسبب علامة متدنية أو تقصير ارتكبه
ويذكر أن رئيس قسم التعليم غير النظامي في وزارة التربية والتعليم خالد المحارب، أكد في تصريح صحفي سابق إن التسرب من المدارس لدى الإناث أكثر من الذكور.
وأضاف أن 3 طلاب لكل ألف هي نسبة التسرب المدرسي.
“نسب تسرب الإناث تقدر بـ4 طالبات لكل ألف، ويوجد قرابة 7 آلاف طالب متسرب سنويا في مرحلة التعليم الأساسي” وفق المحارب